يشرفني أن أُهنئ المملكة قيادة وحكومة وشعباً بذكرى اليوم الوطني، تلك المناسبة المجيدة التي كانت جزيرة العرب فيها على موعد مع النماء والاستقرار والسلام. إن ما تحظى به المملكة العربية السعودية من مكانة مرموقة على خريطة العالم السياسية والاقتصادية والإنسانية أمر يبعث على الفخر لكل من ينتمي لهذه الأرض الطيبة، وهو ثمار رصيد حافل من المواقف والمبادرات والقرارات التي تعكس ما حبا الله سبحانه وتعالى به قادة هذا البلد من حكمة وبصيرة. ومن المؤكد أن ما تعيشه بلادنا الآن من نقلة تاريخية متميزة على صعيد مسيرة التحديث والإصلاح بتوجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني، تجسد نموذجاً رائعاً للاستقرار والأمن والسلام الاجتماعي، وبات مضرب المثل في عالم يموج بالتحديات. لقد كانت القيادة الرشيدة سندًا ودعمًا لكل ما تحقق من إنجاز، وكانت - ولا تزال - تحرص على الاستجابة لمطالب المواطن، ودعم مسيرة التنمية الاجتماعية كأولوية، وتذليل ما يواجهها من عقبات. وكان تميز علاقة القيادة الرشيدة بمؤسسات العمل الخيري دافعًا لكثيرين للاقتداء وفهم الأبعاد الإنسانية التي تنطوي عليها فكرة تلك الصروح، كما تلازم الدعمان المادي والمعنوي من قبل القيادة ليستنهضا همم الأفراد ومنشآت القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني لتثمر مجتمعة منظومة متكاملة من المبادرات الخيرية باتت شريكة في التنمية الشاملة التي تعيشها بلادنا. وبالإنابة عن المشمولين ببرامج الرعاية من مؤسسات العمل الخيري في المملكة بفضل من الله ثم بكريم دعم الدولة، وبمساندة أهل الخير - بالإنابة عنهم أتوجه إلى مقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني بصادق التهنئة بهذه الذكرى الطيبة التي نستشعر فيها جميعاً أن لهذا الوطن الغالي ديْناً في أعناقنا علينا أن نؤديه كل في موقعه عملاً وإخلاصاً ووفاءً وانتماءً. إن الواقع المشرف الذي يعيشه العمل الخيري في المملكة حالياً وما يتسم به من منهجية علمية، وأداء مؤسسي لهو أمر يُجسّد العديد من المؤشرات والدلائل لعل في مقدمتها التطور الحضاري الذي يعيشه المجتمع أفراداً ومؤسسات، فقد سعت منشآت القطاع الخيري للعمل في إطار تكتلات قوية متخصصة تجنباً لازدواجية الجهد والمنافسة في استقطاب الدعم خصوصاً في ظل تذبذب التبرعات، وارتفاع تكلفة برامج الرعاية المتطورة. وفي هذا الإطار تم تفعيل الإستراتيجية الوطنية لتكامل العمل الخيري وطنياً رغبة في الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الشرائح المستهدفة، كما سعت المؤسسات الخيرية لبناء عدد من الشراكات الإستراتيجية منها ما يتعلق بالشراكة مع الجهات الحكومية ومنها ما يتعلق بالشراكة مع القطاع الخاص، والمؤسسات التعليمية والبحثية، ووسائل الإعلام والتثقيف، ليكتمل الأداء بصورة رائعة وناضجة تتواكب مع مكانة المملكة ودورها الرائد إنسانياً وإسلامياً.