التطوير والتحديث وبناء قاعدة قوية تكون منطلقاً لأحداث التغيير للأفضل لا تأتي عفوياً ولا اعتباطاً بل لا بد أن يسبقها تخطيط علمي مصحوب بإرادة قوية. وما نشهده في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، الجامعة التي أراد لها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أن تكون قاطرة التطوير الجامعي والأكاديمي لبنات المملكة، تسير على هذا المنوال، في طريق التحديث والتطوير العلمي. وقد ظهرت لمسات الأستاذة الدكتورة هدى العميل وزميلاتها من وكيلات الجامعة وعضوات هيئة التدريس في الجامعة، وظهر ذلك بوضوح في برامج ومناهج السنة التحضيرية للجامعة، فإضافة إلى التوسع في قبول الطالبات السعوديات المتخرجات هذا العام من الثانوية العامة، الذي وصل إلى عدد كبير يوازي أعداد منسوبي جامعتَيْن، أيضاً وضح البناء والأساس العلمي والأكاديمي من خلال إعداد وتدريب طاقم سعودي من الخريجات السعوديات اللاتي أكملن دراستهن في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن وجامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود، وإكمال العدد بكفاءات عالية من المتخصصات من غير السعوديات. وكان المثير للإعجاب والتقدير أن الجامعة أعطت الفرصة لأغلب خريجات الأقسام العلمية للتدريس في الجامعة، سواء من جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن أو من الجامعتين الشقيقتين (جامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود). وبما أن السنة التحضيرية في جميع الجامعات تعتمد على تكثيف الدراسة باللغة الإنجليزية فقد وُفِّقت جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن في الاستفادة من خريجاتها المتخرجات من كلية الآداب قسم اللغة الانجليزية، ودعمتهن بنظيراتهن من جامعة الملك سعود وجامعة الإمام من الطالبات المتفوقات السعوديات اللاتي وجدن الفرصة لخدمة وطنهن. وقد أُخضعت الخريجات المتفوقات لدورات تدريبية وورش عمل مكثفة، تقوم بالتدريس والتدريب من خلالها كفاءات أكاديمية وعلمية تعاقدت معهن الجامعة بتفعيل اتفاقيات علمية وأكاديمية مع جامعات أوروبية ونيوزلندية وأمريكية متقدمة وذات مستوى عالٍ. وقد أنجزت هذه الدورات وورش العمل إعداد جيش متدرب وعلمي من بنات الوطن، يتجاوز عددهن الثلاثمائة خريجة، سيشكِّلن قاعدة علمية وأكاديمية متميزة متسلحة بالعلم والتدريب. وفي الوقت نفسه وفَّرت فرص عمل متميزة للخريجات، تتوافق مع طموحهن العلمي ورغبتهن الأكيدة في خدمة الوطن. هذا الانجاز الأكاديمي والعمل الفاعل لبناء قاعدة أكاديمية سعودية واستثمار طاقات بنات الوطن أولى ثمار التطوير والعمل المنتج الذي تطبقه جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، وهو ما يُعَدُّ بشائر مفرحة لإدارة الجامعة التي يُعلِّق عليها قائد مسيرة التحديث والتنوير خادم الحرمين الشريفين. وتؤكد هذه الأفعال قدرة وجدارة القيادات النسائية التي تبدع حينما تُتاح لها الفرصة مثلما فعلت الأستاذة الدكتورة هدى العميل وزميلاتها من وكيلات الجامعة وعضوات هيئة التدريس.