قبل أيام فقدت محافظة الرس أحد وجهائها المعروفين وأعيانها البارزين الشيخ محمد حسين الفريحي، بعد عمر مديد يناهز المائة عام كانت حافلة بالأعمال الاجتماعية والإنسانية والوطنية التي أكسبته محبة الكثيرين وتقديرهم والتوافد للسلام عليه وحضور مجلسه المفتوح للجميع ما بين صلاة المغرب والعشاء. ومن أبرز هذه الأعمال تطوعه -يرحمه الله- وخلال عشرات السنين في تدوين وتوثيق مبايعات الناس ومدايناتهم كأحد الكتّاب القلائل، وخطه وكتابته معتبرة لدى المعنيين في ذلك الوقت. وهو من الأشخاص المعروفين بإصلاح ذات البين، وكان موفقاً في تحقيق كل ما يتدخل به بحكم ما يتمتع به من الجاه والمصداقية والقبول لدى كافة أطياف المجتمع، كما عرف يرحمه الله بكثرة المساعدات التي يقدمها للمحتاجين سواءً من إمكانياته الخاصة أو من الصدقات التي يقوم بتوزيعها نيابة عن أصحابها من المحسنين الآخرين وبخاصة المقيمون خارج الرس. وبجانب ذلك فهو أحد أعيان البلد والمهتمين باحتياجاتها والقيام بالاتصال بالمسؤولين والجهات المختصة بشأنها ضمن الأعيان الآخرين وعرف بحضوره الدائم للمناسبات الرسمية والشعبية ومقابلة ضيوف المدينة وزوارها والاحتفاء بهم ضمن كبار جماعة أهل الرس. نسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.. وعزاؤنا الخاص لأبنائه الذين نعول عليهم في إحياء ذكره ومكانته المشرفة لهم.. وعزاؤنا لكافة أفراد أسرته المنتمية إلى قبيلة شمر الغنية عن التعريف. ولا يفوتني أن أشير إلى إحدى صور الشهامة والمروءة المأثورة عن فقيدنا الغالي والتي تحدث عنها الأخ الدكتور علي الحماد في عدد الجزيرة الصادر بتاريخ 2121432ه وهي قليل من كثير مما عرف به هذا الرجل -يرحمه الله- من المروءة والشهامة النادرة نذكرها لأننا مأمورون بذكر محاسن موتانا والترحم عليهم: مرحوم يا شيخ عزيز فقدناه شيخ ترى هالوقت ماله بديل لو يفتدى بالمال والجاه نفداه ما هو كثير حيث مثله قليل اطلب ولي العرش بالخير يجزاه في جنة الفردوس بظل ظليل وشكراً ل(الجزيرة) على مشاركتها للمواطنين في أفراحهم وأتراحهم. محمد الحزاب الغفيلي- الرس