لم يكن يوم الخامس والعشرين من شهر رمضان المبارك لعام 1431ه يوماً يسيراً على أهالي العيص ولم تمر ساعاته إلا بالحزن الشديد الذي خيم على سماء العيص وأظلم نهاره والعين تدمع والقلب يحزن لرحيل إستاذي الشيخ العلامة والمغفور له بإذن الله عبدالرحيم معلا الرفاعي ذلك الأب الحنون والمربي الفاضل والوجه المشرق الطاهر الوضاء والمتلالئ بنور الإيمان وطاعة الرحمن إلى دار البقاء والخلود جنات النعيم , بكيت وبكى معي الكثير ذرفت دموع أهالي العيص على فراقك وتوجع الأهل والأقارب والأصدقاء وكل من عرف أبا حسان وتعامل معه وقابله وأستشعر بقوة علمه وإيمانه وأخلاقه العالية الرفيعة , كنت أحد طلابه في المرحلة الثانوية فتعلمت منه الكثير والكثير من العلم النافع وكان نعم المربي ونعم الأب الحنون العطوف مبتسماً وخلوقاً ,يحبه جميع طلابه ويفرحون بلقائه ويسرون بالجلوس معه , وبالحديث معه تجد عليه مخايل الشهامة والمروءة والوفاء مع لطف في القول وعفة في اللسان متخلقاً بالخلق الأسلامي النبيل .. وها هو يودع اليوم يودع أهله وذويه وهو صائم بعد قدومه من أداء العمرة وبطريقه إلى العيص تعرض لحادث سير وإنتقل إلى رحمة الله في يوم لامثيل له غطت به غيوم الحزن وخيم على قلوب أهالي العيص بالغ الأسى, إنا لله وإنا إليه راجعون أسال الله أن يجبر عزاءنا في فقيدنا وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وأن يجمعنا وإياه في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر وأن يبارك في أولاده ويجعلهم هداة مهتدين يارب العالمين وعزاؤنا فيه مايرضي ربنا الصبر والدعاء فهو إلى الدعاء أحوج منه إلى الثناء .إنا لله وإنا إليه راجعون أحمد سالم السناني_ العيص