تساءل أكثر من 300 طالب من مدرسة سعيد بن العاص المتوسطة والثانوية الليلية في الرياض عن مصيرهم بعد قرار إغلاق المدرسة التي كانت أملهم الوحيد في الحصول على الشهادة الثانوية وإكمال مسيرتهم التعليمية، خاصة وأن نظام المدارس النهارية لا يتناسب معهم ولا يستقبلهم. وقال الطلبة على لسان مديرهم إبراهيم الأحمد «نحن كنا كبقية الطلاب مستبشرين، ومستعدين لبداية عام دراسي جديد، ولكن قرار الإغلاق والذي صدر في يوم 21-9-1432ه» فاجأنا. وأوضح مدير المدرسة أن الطلبة يتساءلون عن مصيرهم خاصة وأن المدارس النهارية لا تقبلهم للتأخر ولفارق السن، مشيرا إلى أن الطلبة وأولياء أمورهم رفضوا استلام ملفات أبنائهم قائلين إن المدارس الليلية الأخرى لا تناسب الفئة العمرية للطلبة الذين تحدد فئتهم العمرية في مدرسة سعيد بن العاص ما بين 17 سنة و25 عام. وذكر مدير المدرسة إبراهيم الأحمد أن المدرسة تمكنت خلال 11 عام أن تخرج الكثير من الطلبة الذين نجحوا في حياتهم العلمية والعملية، قائلا «فمن الطلبة من التحق ببرنامج الابتعاث في الخارج، ومنهم من حصل على المركز الخامس في اختبار القدرات على مستوى المملكة، ومنهم من حصل على درجة الماجستير والدكتوراه». وأضاف: «المدرسة أنهت عامها الدراسي المنصرم بكل نجاح ولم يطلب منها عدم استقبال الطلاب للعام الجديد 1432 1433 ه، بل وسبق لإدارة التربية والتعليم أن كرمت (4) من معلمي المدرسة لتميزهم على مستوى منطقة الرياض، وكذلك كرم أحد طلاب المدرسة العام المنصرم بجائزة الطالب المثالي على مستوى منطقة الرياض». وقال: قد أمضت هذه المدرسة أحد عشر عاما من العطاء تضم بين جدرانها مجموعة من الطلاب الذين يشكل وقت فراغهم خطرا على الأمن، واستقطابها لمثل هؤلاء الطلبة يجرهم من أوحال الرذيلة إلى معين العلم، فقد كان بعض هؤلاء الطلاب في مراحل سابقة من حياتهم بين أسوار دور الأحداث والإصلاحيات، ثم تم دمجهم في هذه المدرسة بتوصيات من لجنة قبول الطلاب في إدراة التعليم ووضعت لهم البرامج التوعوية والإصلاحية والإرشادية حتى أصبحوا ولله الحمد لبنات صلاح وإصلاح لهذا المجتمع الكريم». ونوه إلى أن المدارس المسائية ضرورة وليست ترفاً، مشيرا إلى أن أولياء أمور الطلبة قالوا» أبناؤنا موظفون في الصباح ليُساعدونا على طلب الرزق، فمنهم حارس الأمن، ومنهم المحاسب (كاشير), في بعض الأسواق ومنهم السائق في بعض الشركات الخاصة، ومنهم المراسل..... وغير ذلك من المهن اليسيرة المتواضعة التي تزيد من دخلهم المحدود». وأضاف «لذا نناشد المسئولين الوقوف إلى جانب هؤلاء الطلاب وإعانتهم على إكمال دراستهم وذلك بإعادة النظر في قرار الإغلاق والذي سيهدم طموحات هؤلاء الطلبة ويتسبب في ترك التحصيل العلمي, وبالتالي قد يزيد من فرص الحصول على وظائف بالنسبة لهم».