يتهادى الحرفُ بين السطور ويهتن غيث الكلمات من مُزن المشاعر مريحاً النفس مُسكناً روعها مُطمئناً القلب.. يقول الباري {أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ} بعد أن غزاه جيش الهم وحلّ في أروقته داء الكرب واعتصرته مرارة الحزن حين نقلت له العينان رسالة حزينة التقطتهما عبر شاشة فضية رسالة كُتبت سطورها بدماء زاكية، تدفقت من أجساد طاهرة لا ذنب لها إلا أن تقول: ربي الله.. أصحابها مظلومون والله قدير على نصرهم يُملي لظالمهم الذي طغى في البلاد فأكثر فيها الفساد وينتظره سوط عذاب ممن هو لكل ظالم بالمرصاد وستلحقه لعنة الله {أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} وإنه لعزاء لمن ذاقوا البلاء العظيم وحلّ بهم الخطب الجسيم؛ فهي سنة الله، ولن يجدوا لسنة الله تبديلاً {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} يتبين من خلال هذه الفئة الصادق من سواه، ويتجلى إيمان المؤمن في أبهى صوره وأسمى معانيه؛ لأنه يعلم علم اليقين نه غير مُخلد في هذه الحياة، حياة الأنكاد والمنغصات حياة الفناء والعناء؛ مدركا أن الجنة ثمنها باهظ.. فهل تعي العقول الأمر؟ وهل تدرك الخطر؟ وهل يرتدي المتفرجون سرابيل الإيمان؟ ولباس التقوى خير، وهل ينصرون من مستهم البأساء والضراء وزلزلوا هناك بدعوات تخترق عنان السماء وتتجاوز الفضاء لتصل لرب الأرض والسماء فيقول: أجيبت دعواتكم فاستقيموا؟.. إنه حق الأخوة الإيمانية.. فهل من مشاركة في الهم وتفعيل للشعور الإيماني الذي يملأ جنبات الفؤاد ممثلين قول الحبيب صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)؟ لُطفاً إلهي بأهل الشام رُحماكا مصابُهم جلل يشكون أفّاكا يسومهم أَشِرٌ سوءَ العذابِ به حقدٌ على الدينِ يملأ الدربَ أشواكا فنفِّس الكربَ فرّج همَّ إخوتنا وانصر عبادك يا رباه رُحماكا - تمير