أصدر الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الأسبق عبدالله الحقيل أخيراً كتابين يندرجان ضمن أدب الرحلات، يستعرض الأول صوراً تاريخية من أدب الرحلات إلى الحرمين الشريفين في منسك الحج، فيما يسوح الكتاب الثاني في دولة اليابان ويقدّم مشاهدات معاصرة. في كتاب «صور من أدب الرحلات إلى الحرمين الشريفين: رؤية تاريخية وأدبية» يقدّم الحقيل عرضاً موجزاً لعدد كبير من الرحلات التي تمت عبر عصور مختلفة من التاريخ الإسلامي، حيث مثّل الحج بمكانته لدى المسلمين ميداناً خصباً للكثير من العلماء والأدباء والمؤرخين العرب والمسلمين، رصدوا من خلال رحلاتهم إلى الأماكن المقدسة أحداثاً مختلفة دونها التاريخ، وسجلوا مشاهدات وصفوا فيها الأماكن والمعالم التاريخية والأثرية، وهو ما كان له أعظم الأثر في تدوين تاريخ مكة والمدينة. ويستعرض الحقيل كتب هؤلاء الرحالة، سواءً المسلمون أو غيرهم من المستشرقين، وما حوته من مناقشات أرّخت للبلاد وعلمائها وأنشطة سكانها، إضافة إلى معلومات مهمة عن تاريخ الأماكن المقدسة وجغرافيتها، والمظاهر العمرانية والاجتماعية فيها، موضحاً كيف ازدهرت الرحلات جنباً إلى جنب مع ازدهار الفكر وتنوع منابع المعرفة، إذ كانت عاطفة هؤلاء الأدباء جياشة، يستشعرها المتتبع لما كتبوه، ويجد في كتبهم التي وثقتها كماً هائلاً من المعلومات الثرية الحافلة بالتحليل العميق. وفي الكتاب الثاني « رحلة إلى اليابان» يقدّم الحقيل مثالاً حياً في أدب الرحلات المعاصرة، يقف فيه على أنماط مختلفة من حضارة اليابان، مستعرضاً مشاهد من الحياة فيها عبر جولات في معالمها ومناطقها السياحية، مع التركيز على تاريخها الثقافي، وعلى معلومات مهمة عن تاريخ الإسلام في اليابان خلال خمسين عاماً عبر حوار أجراه المؤلف مع مدير المركز الإسلامي في طوكيو، إضافة لتناول الكتاب موضوعات أخرى تتعلق بالصحافة في اليابان، والعلاقات الثقافية العربية اليابانية بشكل عام، والعلاقات اليابانية السعودية بشكل خاص، والدراسات العربية والإسلامية في اليابان، وكيف يتعلّم اليابانيون اللغة العربية. يتميز هذا الكتاب بأسلوبه السهل، وبعبارته الجميلة، وعبر صفحاته ال 112 يجد القارئ المتعة والفائدة في التعرف على لؤلؤة الشرق وبلاد الشمس المشرقة.