سادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد المالك حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: اطلعت على العديد من المقالات الطيبة في هذه الصحيفة الغراء في تأبين فقيد الوطن معالي الشيخ عبد الله بن محمد الغانم، أحد أعلام التعليم في هذه البلاد العزيزة، وأحد الرموز البارزة على مستوى العالم في مجال تعليم المكفوفين بما قدمه من عطاء وتضحيات شهدت له بها البشرية.. ولن أزيد على ما ذكره الإخوة وخاصة الأستاذ محمد بن إبراهيم المحيسن. من مآثر الفقيد وأعماله التي من أبرزها: - تأسيسه لتعليم المكفوفين بالمملكة وذلك بافتتاح معهد النور عام 1376ه ثم تأسيسه لبرنامج التعليم الخاص للمعاقين بالمملكة عام 1377ه. - تأسيس المكتب الإقليمي للجنة الشرق الأوسط لشئون المكفوفين عام 1973م ورئاسته له. - رئاسة الاتحاد العالمي للمكفوفين عام 1964م إلى عام 1984م. - أول سعودي كفيف يمثل المملكة في الأممالمتحدة والحافل الدولية من عام 1382ه ولمدة عشرين عاماً. - أنشأ معهد النور في دولة البحرين عام 1394ه. - أنشأ مركز تأهيل الكفيفات في الأردن عام 1394ه. - بالإضافة إلى العديد من الأعمال الجليلة كإنشائه أول حاسب من نوعه في الشرق الأوسط، والثالث عالمياً للطباعة بطريقة برايل، وإصداره لمجلة الفجر بطريقة برايل عام 1394ه ثم توليه طباعة القرآن الكريم على طريقة برايل بدعم من الملك فهد بن عبد العزيز. إنها لأعمال جبارة قام بها هذا الإنسان غير العادي بدعم ومساندة من قادة هذه البلاد الذين قدروا له هذه المكانة والقدرات الخارقة. جلالة الملك سعود الذي أسس تعليم المكفوفين ممثلاً في معهد النور في عهده، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد بن عبد العزيز، ثم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي عزى فيه واستقبل أبناءه وذويه بعد وفاته يرحمه الله قال عنه الملك فيصل في خطاب شكر وجهه له: (إننا لنقدر ما بذلتموه من جهود صادقة في سبيل التعليم الخاص وتطويره حتى أصبح حقيقة واضحة للعيان ممثلاً في أربعة عشر معهداً كلها تؤدي واجبها على الوجه الأكمل..). وقال عنه الملك فهد: (أنا فخور بك وأنت خير من يمثل المملكة في الحافل الدولية). لقد سرني ما ذكره الأستاذ سلطان بن ظافر الشهري في مقاله بهذه الصحيفة من أنه بصدد إصدار كتاب عن سيرة هذا الرائد والعلم السعودي.. كما أشكر الأستاذ سعد البواردي على اقتراحه وضع اسم الشيخ على أهم معهد للمكفوفين في بلانا.. والشكر موصول للأستاذ عوض بن مانع القحطاني الذي يقترح إطلاق اسم الشيخ عبد الله الغانم. على أحد شوارع مدينة الرياض.. وأميرنا المحبوب صاحب السمو الملكي سلمان بن عبد العزيز هو خير من يقيم عطاء العاملين ويعلم أقدار الرجال.. وحري بأهل مدينة جلاجل في سدير أن يفخروا بهذا الرمز الذي أنجبته بلدهم. ويطلقوا اسمه على أحد المرافق العامة في جلاجل، راجياً أن أتمكن من إدراج ترجمة وافية له في كتابي عن إقليم سدير في الطبعة الثانية إن شاء الله تعالى. لم أتشرف بلقائه في حياته غير مرة واحدة قبل بضع سنين عند الشيخ محمد بن أحمد الصانع، ابن صاحب المدرسة الأهلية الشهيرة بالمجمعة فشدني فيه شخصيته الآسرة، وصوته الجهوري المؤثر، ولن أنسى تلك الطرفة أو الموقف الذي حصل له أثناء الطلب ورواه في مقابلة تلفزيونية معه. حين كان وزميله الكفيف يتناولان الإفطار يومياً من أحد محلات الفول وخبز التميس.. فشكى لصاحب المحل من أن وجبتهم لم تعد تكفيهم كما كانت في السابق. فرد عليه بأن الوجبة لاثنين، وأنتم منذ مدة وأنتم ثلاثة.. فسكت ثم عاد لصاحبه وأخبره بالوضع.. فأخذا يترصدان لهذا الطفيلي اللكيع عند كل فطور حتى اصطاد الغانم ذات يوم بكلتا يديه يدا كان تهوي على الفول قائلاً لصاحبه أهي يدك؟ قال لا فقال هذا صاحبنا قد أمكن الله منه.. رحم الله أبا مساعد وأسكنه فسيح جناته وجزاه خير الجزاء على ما قدمه لوطنه وأمته. إنه ولي ذلك والقادر عليه. حمود بن عبدالعزيز المزيني المجمعة ص.ب 82