قال الدكتور مكي حميد استشاري الأمراض العصبية عند الأطفال بالمجمع الطبي بالعليا التابع لمجموعة الدكتور سليمان الحبيب والحاصل على الزمالة البريطانية إن ظهور التشنجات في المرحلة الأولى من حياة الطفل تعتبر ذات نوعية خاصة بذاتها، ولا تعد من أنواع الصرع المعروفة بتعدد أسبابها وأعراضها الظاهرية، مشيراً إلى أن نسبة حدوثها عالية جداً بين الأطفال، وتعتبر مقياساً لتقدم الخدمات الصحية التي يتم توفيرها للأمهات أثناء الولادة ويتم اكتشافها بفحص الطفل بعد الولادة، والحمد لله فإن أغلب تلك الحالات تنتهي منها التشنجات في مرحلة مبكرة من العمر ولا تؤدي إلى مشاكل مستقبلية للطفل، ولكن في نفس الوقت تعتبر من الحالات الخطرة التي قد تؤدي للوفاة. عيوب خلقية بالدماغ وأضاف الدكتور مكي أن التشنجات غالباً ما تصيب الأطفال حديثي الولادة وتظهر الأعراض في الشهر الأول من العمر، موضحاً أنه من أهم الأسباب هو وجود عيوب خلقية في الدماغ أو ظهور الأمراض الوراثية وعيوب التمثيل الغذائي. كما تؤدي أيضاً صعوبات أثناء الولادة مثل التعسر الولادي والولادة بالجفت، أو بالشفط أو في حالات الاختناق ونقص الأكسجين أو التفاف الحبل السري حول الرقبة إلى احتمالية الإصابة بالتشنجات عند الأطفال. مسببات مختلفة وأشار الدكتور مكي إلى أن نقص السكر يعد أيضاً من مسببات التشنجات والصرع والالتهاب السحائي نقص كيماويات الدم مثل الكالسيوم، الصوديوم، الماغنسيوم، نقص فيتامين ب6 وإن كان من الحالات النادرة مع صعوبة التشخيص فيجب وضعه في العلاج. التخطيط الدماغي والتاريخ المرضي للأبوين وأفاد الدكتور مكي أن تشخيص المرض يعتمد في المقام الأول على سماع القصة المرضية من الوالدين وإجراء التخطيط الكهربائي للدماغ لدراسة النتائج ومن ثم التعرّف على الأعراض المرضية مثل تشنجات الأطفال حديثي الولادة. الأعراض مشيراً إلى أن الأعراض لا تعطي صورة عن الحالة، وتختلف من طفل لآخر، كما أنها قد تحتوي على جميع أنواع التشنجات، والتي تظهر على شكل رعشة خفيفة في أي طرف من الأطراف أو حركة ارتجاجية أو توترية لأحد الأطراف أو جميع أجزاء الجسم وانحراف العينين إلى جهة واحدة وتحرك الفم والفكين بشكل متتابع مثل المضغ أو كزكزة الأسنان أو توقف التنفس لمدة قصيرة. من الحالات الطارئة وعن طرق التعامل العلاجي للأطفال المصابين بالتشنجات قال الدكتور مكي إن هذه الحالات تعتبر من حالات الطوارئ التي تستدعي تدخلاً فورياً حتى يتم معرفة السبب، لذلك فإنه يتم إعطاء السكر بالوريد كما فيتامين ب6 قبل ظهور النتائج، كما يتم إعطاء بعض أدوية الصرع المعروفة السريعة المفعول مثل الفاليوم.