يشهد الزمان والمكان والإنسان بصدق ويقين، أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد أوقف نفسه لله ودينه ووطنه وأمته، وآخر الشهود وأصدقهم شهر الله الحرام، وبيت الله الحرام، على ما يقوم به هذا الملك الصالح من أعمال جليلة تبقى خالدة في وجدان التاريخ. إن الأدلة الشاهدة على حب خادم الحرمين الشريفين لدينه ووطنه وأمته والإنسانية أكثر من أن يسطرها المداد، أو يحصرها المنصفون من العباد، إذ ليس في الوطن مكان إلا ويشهد لهذا الملك العادل بمآثره التي تعد سلسلة وثيقة من التفكير والتخطيط والإعداد والدعم والمتابعة، وهي لوازم ثابتة أكيدة رعاها خادم الحرمين الشريفين حتى آتت أكلها في مدة وجيزة، وأضحى ديننا وبلادنا بهذه المعطيات رموزاً للنمو المدروس، والتطور المرسوم، والنتائج الباهرة. في هذه الأيام الطاهرة، وفي أكرم بقعة على وجه الأرض يضع خادم الحرمين الشريفين حجر الأساس لمشروع توسعة شاملة ضخمة، للحرم المكي الشريف، والتي لا يدرك فصاحتها مثل لغة الأرقام، والتي تثبت ضخامة العمل، وقوة الإرادة، والذي ينم عن صفاء المعتقد، وعلو الهمة، وإخلاص العمل، وقد جاءت هذه النعمة من الله تعالى على يدي هذا الملك العادل الصادق المخلص ليقوم على توسعة شاهدة على اتساع القلوب لحبه، قلوب الملايين من المسلمين اللاهجين لله في الصلوات والخلوات بأن يجعل الله ذلك في موازين حسناته. ما أجمل أن تلهج القلوب والألسنة بشتى لغاتها وثقافاتها بدعوات صادقات في هذه الأيام الفاضلة لخادم الحرمين الشريفين بالتوفيق والتسديد والعلو في الدنيا والآخرة، جزاء وفاقا لعمارة بيوت الله، والتوسيع على عباد الله. إن هذا العمل الجبار أتى ليبرهن على ما اختطه الملك الصالح -أيده الله- من إخلاص لدينه ووطنه وأمته، وقد جاءت هذه التوسعة الضخمة لتؤكد ما توليه حكومتنا الرشيدة للإسلام والمسلمين من رعاية واهتمام، منذ قيام هذا الكيان العظيم على يد الملك المؤسس الباني -طيب الله ثراه- وما سار عليه أبناؤه البررة من بعده -يرحمهم الله- حتى أظلنا العهد المبارك الميمون الذي زاد في التنمية والبناء، ودعم كل ما فيه المجد والارتقاء، لهذا البلد المعطاء. حق مشروع، وبر محتوم على الأجيال أن تحفظ لخادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- ما قدم لها، رغم يقيننا أنه لا ينتظر الشكر إلا من الله، سائراً على نهج أبيه -طيب الله ثراه- وعلى منوال إخوانه الكرام-رحمهم الله- واضعاً السبيل البينة لهذا الوطن الأغر، تلك السبيل التي يستنير فجاجها بكتاب الله، ويستقيم اعوجاجها بسنة رسول الله، ثم بالحفاظ على المقدرات الثابتة الأصيلة، النابعة من الدين والعروبة وصدق الانتماء، مع الأخذ بما وصلت إليه الأمم من وسائل الرقي التي لا تتصادم مع الثوابت الأصيلة التي أكدها -حفظه الله- في كل الميادين. لقد أضحى هذا الوطن شاهداً صادقاً على عدالة الحكم، وعدل الحاكم، وأمن البلاد، ورخاء العباد، في ظل الملك الصالح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي أخذ بشغاف القلوب، ولهج الألسنة، بأن يديم الله عليه حب الخلق له، ونعمة الخالق عليه، ورقي البلاد والعباد على يديه، وأن يديم على قيادتنا الراشدة عزهم ومجدهم، وعلى هذا الصرح المنيع رفعته ومنعته. (*)مدير جامعة الملك خالد