من ضمن الأسباب المهمة في بقاء رياضتنا دون تطور، وجود بعض الشخصيات في مناصب عليا داخل إدارات الأندية، فكيف نتطور وصناع القرار هناك يملكون عقليات متناقضة.. تدعو إلى نبذ التعصب وهي أساسه، يستغربون تصرفات اللاعب غير الاحترافية ولا يعلمون أنهم السبب في معظم ما يقوم به. .. مشكلة كرتنا المحلية يا سادة، ليست في قلة الإمكانات أو شح المواهب، بل لأمور عدة من ضمنها الأشخاص الذين يعدون أنفسهم «شيء كبير» وهم «لا شيء».. يعتقدون أنهم أهل للثقة الموكلة إليهم، وفي الأساس لا تختلف عقليتهم عن عقلية المشجع المتعصب البعيد دائما عن الواقعية. في الأمس لعب «ديربي» الرياض بين النصر والهلال، ورغم التحضيرات المتميزة التي قامت بها رابطتا المشجعين في الفريقين، إلا أن جميع من كان له رأي في طباعة التذاكر سواء من قريب أو من بعيد بالإضافة إلى نادي النصر، كان لهم رأي آخر، بتصرف بعيد عن الروح الرياضية بوضع شعار النصر وتجاهل المنافس الهلال، علاوة على عدم بيع التذاكر في أي من نقاط البيع الهلالية. مثل هذا التصرف يعكس في نهاية الأمر عقلية بعض المنتمين للإدارة النصراوية على اعتبارها المسؤولة المباشرة عن التذاكر، لكون فريقها مستضيف المباراة، بمحاولتهم «استفزاز» الهلال، بتذكرة قيمتها «20 ريالا» بعد أن صبروا حتى مل الصبر منهم وهم يشاهدون غريمهم التقليدي يصعد لمنصات التتويج عاما بعد الآخر وهم يجرون أذيال الهزيمة، ولم يضعوا في حسبانهم أن ما قاموا به يكشف حالة «الفقر» الواضح الذي يعيشونه، ليس في عدد الأعوام التي قضوها دون بطولات، بل حتى في طريقة التفكير الغريبة. ولا يمكن بأي حال من الأحول اعتبار النصر مجبورا على فعلته الأخيرة، حتى وإن كانت شركته الراعية منافسة للراعي الرسمي للهلال، فالرياضة لم يسبق أن لعبت بين مؤسسات وشركات، بل بين فرق، ترفع شعار الروح الرياضية قبل أي لقاء، حتى وإن حدث عكس ذلك أثناء سير المباراة نتيجة الشد العصبي. بقي أن نقول إن التصرف النصراوي لم يكن الأول من نوعه، فقبل ذلك تم تكبير شعار النصر بأكبر قدر ممكن، في حين جاء شعار الهلال صغيرا وبالكاد يمكن رؤيته، وهذه المرة لم يكن له وجود من الأساس.. والله يستر من القادم.