مهما تعددت الجهود ومهما كانت الخطط لن يكون هناك أي نتائج في ظل عدم تطبيق المراد الذي وجد من أجله التخطيط وأرض الواقع والملحوظ هو الناتج الحقيقي، اجتماعات موجودة ودراسات ما زالت، ولكن هل هناك تقصٍ أو ردود تباينت؟ السياحة هي ثروة داخلية، السياحة الداخلية هي ما يبحث عن المواطن في الإجازات الصيفية والإجازات المعروفة الموسمية، السياحة الخارجية لن تتوقف وسوف تأخذ مجراها سنوياً ففي الآخر مجرد قناعة من المسافر بصحبة عائلته، رسخ في ذهنه أن ما أدفعه في الداخل نفس الدفع في الخارج بوجود مقومات أفضل (مقومات سياحية) وخدمة أيضاً، نعلم أن هيئة السياحة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان تعمل بصفة مستمرة لمحاولة كسب رضا المواطن وتفعيل مهام الهيئة ووضع مقومات لجذب المواطن، ولكن ما زلنا نعاني من مشكلة السعر، السعر هو ما يقف لنجاح السياحة الداخلية، وجود استغلال كبير جداً، قلنا سابقاً إن السياحة لن تنجح بتاتاً في ظل ارتفاع إيجار أسعار الوحدات السكنية وارتفاع رسوم المتنزهات والمأكولات والمشروبات، السياحة في المملكة أصبحت مطلباً وخصوصاً لمواطني دول الخليج العربي، توجه ملحوظ لمناطق سياحية لدينا، الطائف والمنطقة الجنوبية أصبحت محطة أنظار للقادمين من خارج البلاد، فقد تحدثت مؤخراً مع أحد الأخوان وصديق بنفس الوقت من جنسية أحد دول الخليج، تحدثت معه هاتفياً ويفيد بأنه كان بصحبة عائلته في المملكة للاستمتاع في أجواء أحد المناطق، وقد وجدت منه أريحية واستمتاع بالأجواء ولكنه كان متذمراً ومستغرباً هذا الغلاء، أفاد بأن إيجار الشقق السكنية غير معقول جداً بل ينافس شقق أحد الدول الغربية، وأفاد بأن المتنزهات في المنطقة التي أقام بها يوجد استغلال واضح داخل المتنزهات ببيع المشروبات والمأكولات بارتفاع باهظ بأسعار تعدت نسبتها (400% عن سعرها المعتاد!!). إذا كان هذا حديث أخينا من أحد دول الخليج وهو متذمر من أسعار السياحة فماذا يقول المواطن؟ نحن في أمس الحاجة لوضع أسعار معتمدة للسكن، السكن هو المحك الرئيسي لنجاح أي بلد سياحي، بل السبب بنجاح أي دولة سياحياً هو توفر السكن بسعر مناسب ومعقول، مشكلة الأكل والشرب يستطيع الشخص أن يأكل حسب مصروفه، ليست مشكلة، المشكلة بالإقامة مع أفراد أسرته، نحن بحاجة لوضع فئات للشقق بمستويات متعددة، وتوزع على جميع الشقق السكنية، فليس من المعقول أن يدفع السائح (400 إلى 700) ريال كإيجار لليلة الواحدة، لا تستحق هذا المبلغ في ظل غياب الرقابة، وأيضاً ما هي الخدمة المقدمة للمستأجر؟ حتى السعر لا يستحق في ظل موقع عادي، خصوصاً أن أكله ومشربه من المحلات الخارجية، حتى قضاء معظم وقته يكون خارج السكن، إذا أصبح السكن للنوم فقط، يعني هل أدفع مبلغاً وقدره (400 ريال للنوم فقط؟) يعني يدفع الشخص (4000 ريال للسكن إذا افترضنا أن إقامته 10 أيام فقط) من غير الصرف للمأكل والمشرب وغيرها، يفكر المواطن بتفكير آخر بأن المبلغ بعاليه أدفعه بأحد الدول القريبة العربية أو الخليجية بإقامة أكثر من عشرة أيام بوجود مقومات سياحية جيدة أفضل من أن أدفع المبلغ في داخل المملكة في ظل الاستغلال الواضح وانعدام الرقابة، المسألة سوف تطول والمواطن سوف يتذمر، نتمنى من هيئة السياحة الحد من هذا الشيء ووضع النقاط على الحروف، ووضع مبلغ لكل شقة سكنية حسب الدرجات المعتمدة من فئة أ حتى آخر فئة بنوعية السكن ونظافته وخدمته المقدمة، (عطني خدمة وخذ مبلغ) ونتمنى أن يكون هناك توافق بين الهيئة بعمليات مشتركة وتفعيل هذه الشراكة مع وزارة التجارة والبلديات للنظر في هذه المسألة، فنحن نتمنى وتسر أعيننا عندما نشاهد المواطن وهو يتجول في مدننا الحبيبة التي تنعم بأجواء رائعة، ونحزن عندما نسمع أو نرى من يتفوه بالغلاء ونتأسف أن المواطن أحق بهذا الشيء ولكن لا حل موجود بيده سوى أن يحرم نفسه من الإجازة ويستمر في عمله أو في منزله تحت غطاء التكييف البارد! [email protected]