مع بداية كل إجازة ( خصوصاً إجازة الصيف ) ومع بدء إجازة الطلاب التي تمتد لقرابة (ثلاثة أشهر) تحزم العوائل حقائبها مستعده للسفر والتمتع بالإجازة والاستجمام .. خصوصا خارج البلاد وهي عادة أصبحت طبيعية في ظل العروض الموجودة في مكاتب السياحة والتي تجذب الراغبين بالسفر، عروض نعتقد انها جيدة جداً وتلاقي الإقبال من الغير ولا نجد أي عائق يقف ضد رغباتهم وهي رغبة موجودة داخلية من جهة، وأيضاً لا نجد عروضاً للمدن السياحية لدينا ونتأسف لذلك ..ومن جهة أخرى في ظل الغلاء الفاحش الموجود في بلادنا خصوصاً المناطق السياحية ، أصبحت السياحة الداخلية تأخذ وقوف الكثير من العزم نحو تحقيق رغبات هيئة السياحة ، ولا زالت هيئة السياحة متعلقة وراغبه بأن المواطن يكون سائحا في بلاده أفضل من السفر للخارج ، وفي الآخر هي رغبات شخصية وقناعة لدى المواطن بأن ما أدفعه داخلياً من غلاء ، أجده أفضل بكثير في الخارج لمعطيات وأسباب جوهرية تجبر المصطاف والسائح بأن يكون توجهه خارجياً أفضل، هي قناعة ولكن لماذا المواطن يٌفكر جدياً بالسفر للخارج؟ قد يفند البعض أن هؤلاء قد اعتادوا منذ زمن أن توجههم بالسفر والاستجمام اعتادوا قضاء ذلك خارجياً ، ولكن نرى الآن أن الجيل الحالي ولا اقصد جيل (الشباب) ولكن جيل من يرغب بالسفر والتجربة خارجياً وجدها مقنعة لديه ، والسبب من وجهة نظره ومن وجهة نظر كاتب هذه المقاله أن الغلاء الفاحش والأسعار المرتفعة في مدننا خصوصاً المدن السياحية أجبرت المواطن على قضاء اجازته خارجياً ، ولو رأينا ماهي العروض المقدمة أو الأسباب التي تساعد على جذب المواطن للاستمتاع بإجازته داخل المملكه ؟ الإجابة لا توجد عوامل لذلك .. ولا يوجد أيضاً رقيب مع الأسف نحو الوضع الحاصل في مدننا السياحية لا من حيث الأسعار ولا من حيث التنظيم ، كل مستثمر يفكر فقط بالكسب المادي واستغلال المواطنين من دون حسيب أو رقيب ، شقق سكنية للإيجار مرتفعة جداً تتفاوت من (400 الى 800 ريال ) في اليوم !! ولا توجد خدمة مقدمة من المستثمر .. متنزهات تتلاعب بالأسعار لا من حيث الألعاب المتواجدة ولا من حيث المأكولات والمشروبات .. وليست المسألة مقتصرة فقط على مضاعفة السعر على كل منتج من مأكل ومشرب ولكن أصبحت مضاعفة أكثر من متوقع بكثير .. ومن جهة أخرى المهرجانات السياحية التي تقيمها المدن .. مهرجانات في الأسواق فقط ولا تعم المدينة بأكملها ، بعكس الدول الأخرى التي تعمل مهرجانات شاملة على المدينة من سكن ومطاعم وأسواق وسيارات وغيرها .. نعلم وكما تعلمون أن هيئة السياحة والتي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان حريصة كل الحرص أن ينعم المواطن ببلاده وبمدنه السياحية ، ولكن هذا يكمن بوجود الرقابة الفعلية والشراكة الحقيقية مع وزارة التجارة وهيئة حماية المستهلك ، لرقابة ما يدور من تلاعب واستغلال وغلاء فاحش خصوصاً المدن التي نرى أنها أصبحت تحتضن ابناء دول مجلس التعاون كمدينة أبها التي تمتلىء بالسياح من دولة الكويت والإمارات .. المواطن ينتظر هذه الإجازة بعد فراغ ابنائه من موسم دراسي ويريد أن يقضي اجازته مع ابنائه ولكن لا يوجد ما يشجعه نحو ذلك في ظل ما يسمع ويرى من الغلاء الموجود داخل المدن، نعم من حق اي مستثمر يبحث عن مصلحته ولكن ليس بهذا الجشع الحاصل، فإذا كان هذا الجشع مستمرا فالسفر للخارج أفضل ( أقل تقدير أجد خدمة مقابل ما أدفع !!!) فنتمنى من هيئة السياحة أن تعمل وتخلق جوا تعريفيا للسياحة لدينا مع دعم الرقابة وبجدية ، فالوضع سوف يستمر مالم نرَ أن هناك رقابه حقيقية.. والله من ورى القصد. * إعلامي