كنت أرقبه بحزن شديد وهو يغرق... تحوم فوقه فقاعات كثيرة، بينما الهواء البارد يخترقني.. يبعثرني.. صلبت يداي ورقبتي... ومع ذلك فقد كنت أتطاير باتجاهات مختلفة.. أرفرف بحركات راقصة... لحظات... وعلقوه بجانبي.. كنا أجمل قميصين على (حبل غسيل) سيدة عجوز! أنا... عندما نظرت في المرآة ولم أجدني !! أيقنت أن الخلل في المرآة... بحثت عن مرآتي الصغيرة... - ليست في حقيبتي لابد أن أختي أخذتها.. توجهت إلى الصالة كانوا يجلسون كأن على رؤوسهم الطير... سألتهم عن المرآة لكنهم تجاهلوني !! أخيرًا: وجدت مرآة كبيرة تحتل جزءا من الحائط المقابل لنا.. عجبًا... كنت أراهم جميعا إلا «أنا»...! لعبة قريتي الصغيرة اعتادت الفقد؛ فملك الموت لا يفتأ يزورها ويلتقط أرواح أهلها واحدًا تلو الآخر... كثرت زياراته حتى إنه هذا العام قرر الإقامة فيها...! أصبحنا نشم رائحته عن بعد... ونعرف الوجه الذي سيغادرنا من ملامحه التي تبدأ بالشحوب، والنظرات الحائرة... قررت وصديقاتي أن نلاعبه... نختبئ حين يخرج، وحين ينام نخرج... استمر الحال... حتى اكتشفت فجأة أني بقيت وحيدة... ماتت صديقاتي في مخابئهن!! حزنت كثيرًا وخرجت لاهثة باحثة عنه لكنه غادر قريتي ونام...!