1-لعبة قريتي الصغيرة اعتادت الفقد؛ فملك الموت لا يفتأ يزورها ويلتقط أرواح أهلها واحدا تلو الآخر... كثرت زياراته حتى إنه هذا العام قرر الإقامة فيها ...! أصبحنا نشم رائحته عن بعد... ونعرف الوجه الذي سيغادرنا من ملامحه التي تبدأ بالشحوب، والنظرات الحائرة ... قررت وصديقاتي أن نلاعبه... نختبئ حين يخرج، وحين ينام نخرج ... استمر الحال... حتى اكتشفت فجأة أني بقيت وحيدة... ماتت صديقاتي في مخابئهن !! حزنت كثيرا وخرجت لاهثة باحثة عنه لكنه غادر قريتي ونام ...! 2-بين يديك لم يكن قرار نسيانك سهلا ولن يكون، لكنني قررت اجتثاثك من ذاكرة قلبي.. بت تزورني كلما أغمضت عينيّ ساخرا؛ فعمدت إلى عدم النوم نكاية بك ! صوتك .. هيئتك .. ابتسامتك .. تظهر لي باستمرار... أحيانا أجدك جالسا خلف مكتبي تحدق إلي وتبتسم ... وأحيانا تطل علي من الشباك ضاحكا، كأنك تتحداني، أو لعلك تحثني على النسيان... ذات غضب اقتربت منك ... هالة بيضاء تحيط بك .. احتويتك ... حملتك بعيدًا نحو الأفق.. رميتك هناك .. عدت ونشوة فرح تعتريني... دخلت غرفتي حيث تلاشت ابتسامتي، وتعثرت خطاي ... هويت بعنف لولا أن يديك كانتا أسرع من جاذبية «نيوتن»... 3-خطأ التفتتْ إليه وهي تهم بالمغادرة قائلة: عذرا ... كنتُ أظنني وجدتُ ضالتي، لكني اكتشفت أني ضللت طريقي!!