تنبئ الدراسات أن أهمية الشباب الحالية سوف تزداد في المستقبل، فالعالم من حولنا يتغير تغيرًا سريعًا بسبب ما أوجدته الطفرة التكنولوجية.. وعصب هذا التغير والمحرك له هم الشباب.. والأمة في أمس الحاجة لشبابها.. فتغير الأمم لا يكون إلا من خلال تغير شبابها (فكريًا وثقافيًا ونفسيًا واجتماعيًا) تطويرًا وأداءً، عناية واهتمامًا، وإذا كانت ثروات الأمم تتعدد وتتنوع فإن أعظمها وأنفسها تلك الثروة وتلك الطاقة التي لا تساويها أي طاقة.. طاقة تملك كل مقومات التغيير والتطوير.. تلكم هي ثروة الأمة الحقيقية الكامنة في شبابها وأبنائها! لأن بقدرة هؤلاء الشباب استغلال جميع الثروات واستخدامها والعكس صحيح، الثروات الأخرى لا ينتفع بها إذا تعطلت هذه الطاقة أو همشت أو تخلفت، لماذا؟ لأن الواقع يشهد بذلك فهناك دول متقدمة لا تملك بلادها شيئًا من مقومات التقدم ولا أسبابه ولكن بحسن التعليم والتربية والرغبة الجادة والخطط الإستراتيجية لشبابها أصبحت تضاهي دول العالم تقدمًا وتطورًا، من هذا المنطلق ينبغي لجميع مؤسسات المجتمع المعنية بالشباب وعلى رأسها رعاية الشباب ووزارة التربية والتعليم ووزارة العمل أن يكون لديها وقبل كل شيء الإيمان الكامن والشعور الحقيقي بأهمية دور الشباب في الأمة وأنه المصدر الأساس لنهضتها وأنه المعقد لآمالها.. والدرع الواقي الذي تعتمد عليه في الدفاع عن كيانها والذود عن حياضها وفي تحقيق أهدافها.. فهم المرآة الصادقة لأي مجتمع ولأي أمة، تعكس واقع تلك الأمة ومدى نهضتها وتقدمها؛ فالشباب إذا لم يلقَ التوجيه التربوي السديد الذي تقوم دعائمه على الفضيلة والخلق والجدية وعلو الهمة فإنه سيذهب بكل عمل نعمله ويهدم كل بنيان بنيناه وخصوصًا في هذا الزمن الذي أصبح فيه العالم قرية معلوماتية إعلامية ثقافية صغيرة تؤثر على الشاب وتستحوذ مداركه وتغير في شعوره.. وإذا كنا كمجتمع محتاجين للشباب ولقوتهم وطاقتهم، ونفعهم ومساعدتهم.. فهم أيضًا في أمس الحاجة لمن يقف معهم نفسيًا واجتماعيًا وماديًا من خلال معالجة مشاكلهم وتطوير مهاراتهم والرقي بنموهم المعرفي والثقافي وفتح مجال العمل وتوظيفهم في الوظائف اللائقة بهم مع دعمها بالحوافز والرتب العالية.. وقبل هذا وبعده لابد من إعطائهم الثقة في أنفسهم أولاً وفي مجتمعهم ثانيًا من خلال فتح المجال لهم وإعطائهم الوقت والزمن والفرصة.. يساير ذلك إقامة الدورات المتقدمة لهم وعقد اللقاات والورش العلمية المتخصصة بين الفينة والأخرى.. عندها سيكون التغيير ويثمر الحصاد وتقطف الثمرة بإذن الله. [email protected]