إذا كان الحديث يجمل للشباب في كل حين، فهو في فترة الإجازة وزمن الفراغ يكون أجمل! فالشباب لديهم من غرائز الاندفاع وقوة الهمة وشوظ الحماس، ما يجعل الاهتمام بهم من أولى الاهتمامات والعناية بتلبية رغباتهم من أكبر العنايات..كيف لا وهم في زمن الانفتاح وتعدد المثيرات.. أضف إلى ذلك أن هذا العصر هو عصر الأزمات النفسية والاجتماعية.. فلابد من القرب منهم وفهم نفسياتهم ومعالجة احتياجاتهم.. وإعطائهم القيمة الحقيقية لذواتهم، تلك القيمة التي تقوم على الاحترام والتقدير والثقة..احترام لشخصيتهم وتقدير وثقة بقدراتهم..إنهم يريدون مزيداً من الأمن النفسي، وشعوراً بالقبول.. عندها ستُستخرج الطاقات، وتظهر الإبداعات وتتميز الإرادات وتصدق المشاعر.. لذا فما أجمل أن نسعى إلى اكتشاف طاقات أبنائنا، ومن ثم توجيهها وتنميتها من خلال توظيفها التوظيف السليم، وتطويرها التطوير الأمثل، مع الدعم المادي والمعنوي بين التشجيع والتحفيز، والشكر والثناء، وإذا لم تستغل هذه الفترة من حياتهم فمتى تستغل؟! وإذا لم تكتشف المواهب الآن فمتى تكتشف؟! والسؤال المهم لماذا التكرار الشباب والشباب؟ ولماذا الحديث عنهم؟ الشباب هم مرآة المجتمع التي تعكس تقدمه وتبين تطوره، وعلى أكتاف الشباب تنهض الأمم وتقوم المجتمعات.. والأمم إذا تنوعت مواردها وطاقاتها بين اقتصادية صناعية وزراعية وبحرية فإن المورد الحقيقي والثروة الحقيقية هي في الشباب التي على سواعدهم إدارة هذه الموارد، الشباب تلك الفترة التي تكتمل فيها القوة، وتنضج فيها الأفكار وتشتد معها الغرائز فهي بحاجة إلى التهذيب وإلى من يوجه طاقاتها، ويضبط مسالكها، ويعزز غاياتها وخصوصا أوقات الإجازات، لأن وقت الإنسان هو حياته وشبابه هو خلاصة عمره.. شعاره في ذلك (ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي، ولم يزدد فيه عملي)، أو مهارة يتقنها، أو هواية ينميها.. من اجل ذلك ينبغي على مؤسساتنا التربوية ووزارة العمل وشؤون رعاية الشباب أن تتضافر جهودهم في الأخذ بأيدي شبابنا من اجل تنمية مواهبهم وتطوير قدراتهم وإكسابهم المهارات الفكرية والمهنية وملء فراغهم بالنافع المفيد.. فما أجمل أن نزرع البذرة الأولى في غرس مجد يحققه، وأن نضع اللبنة الأولى لبناء عز يشيده من خلال زرع الثقة في نفسه واحترام قدراته وتشجيع نتاجه وأن نفتح له أبواب الأمل وأن نمد له يد العون والتعاون... عندها سيكون النجاح والازهار من نصيب المجتمع كله وليس للشاب فقط بل إننا بذلك نقضي على جميع السلوكيات السلبية في حياته والتي تأثيرها لا تقف عليه وحده بل على المجتمع كله. [email protected]