شهدت بريطانيا التي كانت هذا الأسبوع مسرحًا لأعمال عنف، ليلة ثانية هادئة، إلا أن عدد الضحايا ارتفع مع وفاة شخص خامس حسب ما أعلنت الشرطة الجمعة. ويبدو أن انتشار قوات الأمن منذ الثلاثاء بأعداد كبيرة في لندن تفاديًا لأي تجاوزات ساهم في عودة الهدوء إلى العاصمة البريطانية والمدن الكبرى الأخرى ليل الخميس الجمعة. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في الأيام الماضية عن سلسلة تدابير لوضع حد لأعمال الشغب حتى إنه لم يستبعد استخدام قوات الجيش في المستقبل لضبط الأمن. واعتقل أكثر من 1500 شخص منذ اندلاع أعمال العنف بينهم 1051 في لندن وحدها، بحسب الشرطة وتعمل المحاكم على مدار الساعة لمحاكمة العدد الكبير من المشتبه بهم. وارتفعت حصيلة ضحايا أعمال الشغب الجمعة إلى خمسة بعد إعلان وفاة رجل في ال 68 متأثرًا بجروحه.إلى ذلك يواجه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ضغوطًا متزايدة للتراجع عن خطط لخفض تمويل قطاع الشرطة في إطار برنامج التقشف الذي تتبناه الحكومة حاليًا، بعد أن استشرت أسوأ موجة من الشغب والنهب خلال عقود لتصل إلى عدة مدن في بريطانيا. وقال الزعيم المحافظ إنه ستجري ملاحقة «الأقلية الخارجة على القانون» وسينزل بها العقاب، وألقى باللوم على الشرطة بسبب رد فعلها الأولي تجاه أعمال الشغب.واستفحل نطاق الاضطرابات لينتقل من العاصمة لندن إلى عدة مدن أخرى خلال أربع ليال عمت خلالها الفوضى مما ألحق الضرر البالغ بموارد جهاز الشرطة وأدى إلى إجهاد قواتها. وتنقسم الآراء في بريطانيا بشأن دوافع موجات النهب والإحراق العمد إلا أن كثيرين يخشون من أنه إذا تم خفض حجم قوات الشرطة ضمن سياسة خفض الإنفاق العام التي تنتهجها الحكومة فإن البلاد ستشهد مزيدًا من المخاطر إذا تفجرت قلاقل جديدة. إلى ذلك طلبت الشرطة البريطانية من المواطنين مساعدتها في التوصل إلى المتورطين في أعمال الشغب التي شهدتها البلاد خلال الأيام الماضية، ولجأت في هذا إلى طريقة غير معتادة. فقد جرى أمس الجمعة عرض لقطات كاميرات المراقبة التي تظهرالمشتبه بهم، وذلك على شاشات عرض ضخمة في قلب مدينة برمنجهام. وطلبت الشرطة من المواطنين الذين يتعرفون على أي من الجناة الذين يظهرون في اللقطات التقدم بما ما لديهم من معلومات. وتعتمد الشرطة في العديد من المدن البريطانية على الصور التي التقطتها كاميرات المراقبة للمتورطين في أعمال السلب والنهب والشغب التي شهدتها عدة مدن بريطانية. دشنت شرطة لندن صفحة على الإنترنت لعرض صور المشتبه بهم ولقطات الفيديو التي يظهرون فيها.