مثلّت انتخابات الأندية الأدبية وفقاً للائحة الجديدة تجربة متقدمة في تعزيز دور الأندية وتحويلها إلى كيانات تعبر عن المثقفين بشروطهم وكأي تجربة تطبق لأول مرة لا بد من حدوث لبس في بعض الجوانب كالذي تضمنه خبر الأسبوع الماضي المنشور هنا ونورد هنا التوضيح المرسل إلينا من الدكتور ناصر الحجيلان وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشئون الثقافية. نُشر في صحيفتكم العدد: (14189)، ليوم الخميس 4 رمضان 1432ه الموافق 4 أغسطس (آب) 2011م في صفحة الثقافة تقرير بعنوان: (حرب البيانات والخطابات تشتعل بين وكالة الثقافة وأدبي الرياض)، فيه معلومات عن اشتراط نادي الرياض الأدبي لتخصص اللغة العربية وآدابها لقبول عضوية الجمعية العمومية للنادي. ونظرًا لما تضمّنه التقرير من معلومات غير دقيقة وانطباعات لا دخل لنا فيها، فإننا نود أن نُوضِّح ما يأتي: 1 - التقرير الذي شغل ستة أعمدة من ثلث الصفحة خلاصته ما كتب في الترويسة وهو: «الحجيلان نفى تدخّل الوزارة في تحديد شروط عضوية الأندية الأدبية». أما ما ذُكر داخل التقرير من تفاصيل تزيد عن هذا المعنى فإنها تدخل في باب التأويل الانطباعي الذي ربما يخدم الجانب الصحفي في الحصول على إثارة تجلب قراء أكثر، لكنه لا يخدم الحقيقة التي ننشدها. 2 - عنوان التقرير الذي استخدم كلمة «حرب» وجمع كلمتي «البيان» و»الخطاب» وكأنها بيانات وخطابات كثيرة يُوحي بوجود توتّر وخصام، والواقع أنه لا تُوجد أي علاقة يمكن وصفها بالحرب، ولم يتبادل النادي والوكالة بيانات وخطابات تقبل أن تُجمع على أنها كثرة؛ بل إن علاقة الوكالة بالنادي قويّة ومبنيّة على أسس التعاون والثقة لخدمة الأدب والثقافة. 3 - تضمَّن التقرير انطباعات من مثل: «في لهجة استغراب وتعجّب..»، «تسبّب في جرح كبير للوكالة»، «في إشارة واضحة إلى استيائه..»، وهذه التعليقات تخص المحرّرة ويفترض أن تكون خارج الموضوع لضمان الحيادية. 4 - الواقع أن هناك ردًا مكتوبًا على السؤال الذي تفضّلت بطرحه الزميلة الأستاذة وضحاء آل زعير، يوم الأحد 30 شعبان 1432ه، لكن تأخُّرنا في إرساله بسبب انشغالات أخرى، جعلها تنشر ما لديها من معلومات قبل وصول الرد بسبب حرصها على متابعة الأحداث في وقتها. ومن الطبيعي في مثل هذه الحال حصول اللبس في استخدام بعض الصيغ اللغوية التي ربما تُغيِّر المعنى أو تُكسبه دلالات غير مقصودة. ومع تقديرنا لهذا الاجتهاد، إلاّ أنه عبَّر – بطريقة غير مقصودة – بخلاف توجّه هذه الوكالة التي دأبت على أن تكون متوازنة في الردود وفي التعامل مع الأحداث، وتلتزم دائماً بإخضاع أيّ ردّ للمراجعة والتنقيح قبل إرساله تحاشيًا لأي سوء فهم ربما يحصل مع الكلام الشفهي المباشر. وقد اعتدت شخصيًا طوال عملي الوظيفي وتعاملي الاجتماعي على البُعد عن استخدم أي عبارة فيها إثارة أو استفزاز ليقيني أن التفاوض والحوار خير وسيلة للتفاهم وحلّ المشكلات. 5 - والخلاصة أن وكالة الوزارة للشؤون الثقافية تُؤكّد مرّة أخرى أنها لا تتدخل في فرض شروط على أي نادٍ أدبي. أما إدخال شرط التخصص في نادي الرياض الأدبي فهو راجع إلى قرار مجلس إدارة النادي الذي اقتنع أغلب أعضائه بأهميّة هذا الشرط لخدمة أهداف النادي. أما ما أثير حول بيان الوكالة، فهذا البيان عن «هوية الأندية الأدبية» نُشر في الصحف ومنها صحيفتكم الموقرة بتاريخ 10 يوليو 2011م. ونظرًا لاستفسار نادي الرياض الأدبي عن شرط التخصص فقد أجيب عن هذا الاستفسار بإيضاح يتضمّن تفسير معالي وزير الثقافة والإعلام للمادة (38) الخاصة بشروط العضوية بأن للأندية الحرية الكاملة في تحديد المواصفات التي ينبغي توفّرها فيمن يستحق عضوية جمعيتها العمومية. كما أوضحنا أن عددًا من الأندية الأدبية قام بوضع شرط التخصص وأنه لم يظهر لنا أن أحدًا تضرَّر من هذا الشرط في نادي الجوف وحائل اللذين سبق إجراء الانتخابات فيهما. وإذا كان نادي الرياض قد اعتمد على بيان الوكالة لدعم موقفه، فإن أندية أخرى مضت في إقرار شرط التخصص قبل البيان، ونحن ندعم جميع الأندية سواء تلك التي أقرّت شرط التخصص أم التي لم تقرّه لأن اللائحة تسمح للنادي بهذه الحرية. وفي الختام، نشكر لكم حرصكم على متابعة كل ما يهم الثقافة والمثقفين، كما نؤكد على العلاقة المتينة التي تربط وكالة الوزارة للشؤون الثقافية بالأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون والجمعيات الفنية والمتخصصة وجميع قطاعات الثقافة وعموم المثقفين والمثقفات والإعلاميين، ونسعى جاهدين لبناء تواصل إيجابي مع الجميع لخدمة الثقافة وأهلها. ولكم خالص التحية والتقدير. وكيل الوزارة للشؤون الثقافية د. ناصر بن صالح الحجيلان