قال الدكتور إبراهيم بن محمد قاسم الميمن مستشار معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والاستاذ المشارك في المعهد العالي للقضاء: «ما من شك أن شباب الأمة هم عدتها وذخرها، وأملها بعد الله، وهم الاستثمار الأمثل، الذي أن أحسن إعداده كانت مخرجاته قوة وطنية، وعدة لمستقبل واعد، وقيادتنا الرشيدة وعلى رأسها راعي نهضتنا، وحامي وحدتنا، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز، وسمو النائب الثاني، وأمير منطقة الرياض -حفظهم الله وأدام علينا نعمة ولايتهم- جعلوا من أولى أولوياتهم، وأبرز اهتماماتهم المواطن السعودي، والشباب منهم، على وجه الخصوص، ولذا وفرت الدولة كل الفرص التي تحقق لهم التربية والتعليم والتدريب، بل وحتى الترفيه الذي يجعل منهم مواطنين صالحين، مساهمين في بناء هذا الوطن الغالي ونهضته، ومن أخطر ما يهدد حياة الشباب واستقامتهم بيئة الفراغ التي يتولد في ظلها الرذائل والانحرافات أن لم ترشد وتوجه الوجهة الصحيحة السليمة، وقد صدرت التوجيهات السامية من ولاة أمرنا - حفظهم الله- بإقامة الأندية الصيفية، والاهتمام بها ودعمها، لأنها إذا وجهت التوجيه السليم، وأطرت بالأطر التي تضبط مسارها، وتمنع صور الاجتهادات التي قد تكون مجالاً للتوسع غير المنضبط فإن لها دورًا رئيسًا في رعاية الشباب، والمحافظة على أوقاتهم وتربيتهم التربية الصحيحة القائمة على الوسطية والاعتدال، والبعيدة عن الغلو والجفاء والإفراط والتفريط، والعناية بتنمية الولاء الصادق الحق للوطن باعتبار أن كل صور الانحراف الفكري إنما هي تشويش بل هدم للمواطنة الصالحة». وعن جامعة الإمام، قال الميمن: «جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية جامعة عريقة، لها تأريخ حافل في العطاء، وتعيش في حقبتها الحالية انطلاقة متوثبة نحو الريادة والعالمية بقيادة معالي مديرها الطموح المحب المخلص لدينه ووطنه معالي الاستاذ الدكتور سليمان أبا الخيل تترسم في رؤيتها وأهدافها ورسالتها منهج ولاة الأمر، وتسعى من خلال ذلك إلى تحقيق تطلعاتهم في هذه الجامعة المباركة التي حملت اسم المؤسس الأول الإمام محمد بن سعود -رحمه الله رحمة واسعة-، وترى أن من أعظم واجباتها وأبرز مسؤولياتها ما يرتبط بالشباب، ومن هنا جاءت أندية الجامعة المنتشرة في ربوع وطننا الغالي صورة من صور العناية والرعاية واستثمار طاقات الشباب، في منظومة من البرامج والفعاليات التي تؤدي دورًا مهمًا في استغلال أوقات الشباب، وتوفير بيئة جاذبة لهم، يجدون فيها ما يعود عليهم بالنفع في دينهم ودنياهم، وتربطهم بمقومات الانتماء الصحيح، والولاء الصادق، وتنمي لديهم هذه الروح الشرعية الوطنية، وهذا كلّه يُعدُّ جزءًا من رسالة الجامعة وأهدافها، وتحوي مناشط تربوية هادفة، يجدون فيها كل ما يحفظ لديهم الأوقات، ويحميهم من الآفات، ويرفع مستوى الوعي لديهم بما يحيط بهم من مخاطر فكرية، وسلوكية وثقافية، ويبصرهم بالخطط الموجهة التي تستهدف هذه البلاد وثوابتها، وتعد هذه الجوانب الفكرية من الأبعاد المهمة، والمرتكزات الرئيسة التي ميّزت أندية الجامعة بصورة تؤسس ولا تستفز، وتبني ولا تهدم، وتجمع ولا تفرق، وتنهج منهج الوسط دون غلو أو تفريط، أو زيادة أو نقصان، مع ما يوجد فيها من التنوع الثقافي والرياضي والاجتماعي والمهاري، والتدريبي، والفكري ما يغري بالانضمام إليها، وهذا التنوع وفق أهداف مرسومة، ورؤية واضحة تنطلق من رسالة الجامعة وأهدافها، تركز على غرس العقيدة الصحيحة، والقيم السلوكية المهمة، والمفاهيم التي تبني مقومات المواطنة الصالحة لدى هؤلاء الناشئة، وتعزز فيهم روح الانتماء الصادق، والولاء للدين والوطن من خلال تلك البرامج والفعاليات، فجاءت بهذه الصورة الانضباطية التي تؤدي إلى سلامة المخرجات، وقوة الفعاليات، وتفتح أبواب جميع منشآتها وترعى عبر معاهدها المنتشرة في ربوع مملكتنا الحبيبة عددًا من الأندية الصيفية برؤيتها المتميزة، وفعاليتها المنضبطة، من أجل تحقيق الهدف السامي الذي من أجله وجدت هذه الأندية، وما رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سطامبن عبد العزيز آل سعود نائب أمير منطقة الرياض -حفظه الله- لمناشط وفعاليات النوادي الصيفية إلا هو أكبر شاهد على دعم ولاة أمرنا -أيدهم الله- لتلك النوادي الصيفية، التي تعزز الانتماء والمواطنة، وتجمع بين الفائدة والعلم والإبداع، وكذا رعاية أصحاب السمو أمراء المناطق، وهذه الرعاية شهادة بما تميزت به أندية الجامعة، وثقة بهذه الأدوار التي تؤديها». واختتم حديثه قائلاً: «الله نسأل أن يكلل هذه الجهود بالنجاح والتميز، وأن يجزل الأجر والمثوبة لكل من كان سببًا في احتواء هؤلاء الشباب، كما نسأله سبحانه أن يحفظ علينا ديننا وأمننا، ويوفق ولاة أمرنا إلى ما فيه الخير، والحمد لله رب العالمين».