الشباب هم عماد الأمة في حاضرها ومستقبلها وهم ثروتها ورأس مالها، والمعول عليهم بعد الله تعالى في حمل أمانة الدين والدعوة إليه والنهوض بالأمة إلى ما تصبوا إليه من السيادة والريادة والرقي ونظراً لهذه المكانة المهمة فقد أولى الإسلام الشباب كل العناية والرعاية بدءاً من اختيار الزوجة التي هي موضع الحرث الذي ينبت فيه الأولاد ثم تربيتهم وتعليمهم بما يجعلهم أهلاً للنهوض بأنفسهم وبوطنهم وأمتهم. ولما طرأ على العالم من انفتاح وتقارب ناتج عن الثورة الهائلة في الاتصالات والمعلومات مما أثر تأثيراً بالغاً على الشباب وعرضهم لكثير من الشهوات والشبهات والفتن التي لم تكن موجودة من قبل، مما أوجب على ولاة الأمر وولاة أمورهم وكافة الجهات المعنية بالشباب أن تعيد النظر في برامجها ومناهجها ووسائلها التربوية بما يضمن الحفاظ على هؤلاء الشباب وتنشئتهم التنشئة الصالحة والأخذ بأيديهم إلى حيث الأمان والاستقرار حتى يكونوا قادرين على حمل الأمانة وتولي القيادة. ولقد قامت حكومتنا الرشيدة بكل ما من شانه أن يعين على القيام بهذه الأمانة وإعداد هؤلاء الشباب الإعداد السليم دينياً وتربوياً وثقافياً وتعليمياً ورياضياً فأنشأت المدارس في كل مدينة وقرية وهجره، وأقامت المعاهد والجامعات في كل مدينة، وغير ذلك من المراكز الرياضية والثقافية والأدبية. التي تعنى بالشباب وبكل ما يعود عليهم بالنفع والخير في دينهم ودنياهم. وحرصاً من حكومتنا الرشيدة على استغلال أوقات الشباب بما يعود عليهم بالنفع والفائدة وبخاصة في الإجازات الصيفية فقد صدر التوجيه الكريمة من لدن القيادة الرشيدة -حفظها الله- لكافة المؤسسات التعليمية والتربوية في أنحاء المملكة بافتتاح النوادي الصيفية وتقديم كافة أشكال الدعم لها لتقوم بدورها التعليمي والتربوي والثقافي والترفيهي لأبنائنا وبناتنا طلاب وطالبات هذا الوطن الغالي وصقل مواهبهم واستغلال أوقات فراغهم في كل نافع مفيد وتعزيز روح الولاء والطاعة لولاة الأمر حفظهم الله والانتماء الصادق للوطن وتقوية اللحمة الوطنية. وتعد الأندية الصيفية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من أفضل الأندية الصيفية في المملكة إذ الجامعة هي الرائدة في هذا المجال منذ عقود طويلة حيث أقامت هذه النوادي في معاهدها العلمية المنتشرة في أنحاء المملكة وفي مقرها الرئيسي في الرياض على أسس تربوية وعلمية متميزة وسخرت كافة إمكاناتها التعليمية والتربوية وكافة خبراتها في هذا المجال لإنجاح هذه النوادي في تحقيق كافة أهدافها وبحرص وإشراف وتوجيه دائم من معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل حفظه الله الذي وجه بتوفير كافة الإمكانات والكفاءات العلمية والإدارية والتربوية حتى تكون هذه النوادي دائماً وأبداً محاضن علم وتربية وثقافة وترفيه هادف يحفظ على الشباب أوقاتهم ويحميهم من كافة ما يضر بهم عقدياً وفكرياً، ويزيدهم وعياً بكل ما يحيط بهم من مخاطر فكرية وسلوكية ويبصرهم بما يحيكه أعداء هذه البلاد وما يخططون له من استهداف هذه البلاد في عقيدتها وثوابتها، وبمتابعة دائمة ودقيقة من فضيلة وكيل الجامعة لشؤون المعاهد العلمية الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش الذي سعى جاهداّ في التخطيط والإعداد لبرامج هذه النوادي وأن تكون محققة للأهداف والغايات والمقاصد التي أنشئت من أجلها مشتملة على كل ما يرغب فيه الشباب من الثقافة والترفيه الهادف ولهذا جاءت مناشطها متنوعة لتشمل كافة الجوانب الثقافية والرياضية والاجتماعية والفكرية وتنمية المهارات العقلية والإبداعية لدى الشباب بحسب مراحلهم العمرية، وبما يضمن أن تؤدي هذه المناشط إلى مخرجات نافعة ومفيدة للدين والوطن والفرد والمجتمع. حفظ الله بلادنا وولاء أمرنا من كل سوء وحفظ الله شبابنا وبناتنا من كل ما يحيط بهم من مخاطر وجعلهم رجالاً أوفياء مخلصين لدينهم ووطنهم وولاة أمرهم. * أمين اللجان بوكالة الجامعة لشؤون المعاهد العلمية