تحية طيبة وبعد: اطلعت في جزيرتكم الغراء على الخبر المنشور يوم الثلاثاء الموافق 18/8/ 1432ه ومفاده أن أحد أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحائل تمكن من إنهاء معاناة استمرت عاماً كاملاً لإحدى الأسر في حائل إثر شعور ابنهم أربعة عشر عاماً بآلام باطنية حادة بعد معاناتهم ومراجعاتهم لعدد من المشافي دون جدوى وذلك عن طريق (الرقية) خلال أيام فقط من قراءة الآيات عليه، فكان العلاج بعد توفيق الله عزَّ وجلَّ على يد هذا العضو وأصحابه في شعبة مكافحة السحر والشعوذة بالمركز، وإن مثل هذه الجهود المباركة تذكر فتشكر، ولقد عدّ الإسلام السحر من أكبر الكبائر، وتناول قضية السحر والسحرة تناولا واضحا فعرّفها, وبيّن مخاطرها على الأفراد والمجتمع، وما ينجم عنها من أضرار صحية أو نفسية أو أسرية أو اقتصادية وغيرها فحارب السحرة، وجعل حدّ الساحر القتل كما هو الراجح من الأقوال، ليكون المجتمع عامة على بصيرة وحذّر من هذا الشر الخطير والبلاء العظيم الذي قرنه الله تعالى في أعمال الشياطين، وحذر من شياطين الإنس الذين ابتعدوا عن الله، واستعانوا بشياطين الجن في إيذاء المسلمين والتفريق بينهم كما قال تعالى: {وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ} سورة البقرة 102 وإن الإسلام حارب السحر والسحرة، وسد أبوابها ومنافذها، وحث المسلمين على التداوي بالأدوية المباحة أو عن طريق الرقية الشرعية الصحيحة، وحذر من الذهاب إلى السحرة والكهنة والعرافين لأن هؤلاء تقربوا إلى الشياطين بالمعاصي، وأشركوا بالله، وتعلموا ما يضرهم، ويضر الآخرين كي يحققوا لهم رغباتهم في الحياة كنشر العداوة بين المسلمين والقتل والسلب وانتهاك الأعراض وأكل أموال الناس بالباطل، والإفساد في الأرض وبذلك خسروا الدنيا والآخرة والدين ولذلك ترى الظلمة في وجوههم والقسوة في قلوبهم، قد حرموا نعمة الأمن والأمان ولذة الطمأنينة والإيمان, يعيشون حياة البؤس والشقاء والخوف والهوان، واتخذوا من الأخلاق السيئة والأعمال الفاسدة سلوكا لهم في هذه الحياة، كي يضروا المسلمين، ويتقربوا إلى الشياطين، فخرجوا عن ملة الإسلام، واستحقوا غضب الله تعالى. عبد العزيز السلامة - أوثال