أسبوع مليء بالأنماط البيعية في كل الأصول باستثناء الذهب والغضب عارم في الأسواق لأن خفض الإنفاق يمقته المستثمرون والمشكلة يبقى أثرها طويلا لأنه يعبر عن إستراتيجية جديدة لأمريكا في تعاملها مع الأزمة العالمية التي بدأت في 2008م بإستراتيجية مغايرة وهي (الإنعاش) وبعد أن أثبتت الحكومة الأمريكية تخبطها أصيبت الأسواق بالفوضى، ولمزيد من التفصيل دعونا نأخذ جولة حول أحداث الأسبوع لنعرف ماذا يدور في أسواق المال العالمية: داو جونز للأسهم الأمريكية و أعلن أوباما مع افتتاح الأسواق عن رفع سقف الديون بقيمة 400 مليار دولار بعد إقراره من الكونجرس وسيتم تنفيذ الدفعة الثانية بقيمة 500 مليار دولار يتبقى 1.5 ترليون دولار مع نهاية العام ليصبح إجمالي الجرعة الثالثة 2,4 تريليون دولار يوازيها تريليون دولار لخفض الإنفاق لمدى 10 سنوات، وهذا القرار نصفه يصب لصالح الأسواق المالية والنصف الثاني وهو خفض الإنفاق يمقته المستثمرون لذلك رأينا استمرار حالة التصحيح لخصم هذا الأثر خصوصا بعد التخوف من قيام موديز بخفض التصنيف الائتماني دون AAA لكن تم نفي ذلك من قبلها، وسيتم طرح الأسبوع المقبل سندات أمريكية بقيمة 72 مليار دولار من المستثمرين الراغبين في إقراض أمريكا، مؤشر الداوجونز هبط 5% على إثر ذلك بعد اكتمال نمط سلبي (رأس وكتفين) هدفه 10,000 نقطة وكان هذا الهبوط الأكبر منذ سبتمبر 2008م. وشهد كل من مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي ودخل الفرد تراجعاً ضيق الخناق أكثر على المستثمرين وسجل الإنفاق الشخصي تراجع عشرة بالمئة بسبب ارتفاع طلبات الإعانة للشهر الماضي وتراجع ثقة الفرد في الاقتصاد، لكن آخر قراءة لسوق العمل أظهرت نمواً في عدد الوظائف المضافة لكن تركيز المستثمرين كان على خفض الإنفاق وتداعياته السلبية . الذهب قمة تاريخية سعرية للذهب عند 1682 دولار للأونصة لتصبح درجة زاوية الاتجاه الحالي عند 70 درجة وهي إشارة قوية على قرب تصحيح حاد للذهب ويظهر الرسم البياني موجة ذئب هدفها 1550 دولار قد تفقد الذهب سلم الصعود والأسباب كانت من تقلص توقعات المستثمرين في النمو الاقتصادي العالمي الذي بدأ هذا العام بضربة من اليابان (تسونامي) وخفض للإنفاق من أمريكا في منتصف العام ولا ننسى التضخم الذي يلتهم بريطانيا حاليا والتعثر السيادي في منطقة اليورو. خام نايمكس أعلنت أمريكا عن ارتفاع مخزونات النفط بقيمة مليون برميل أقل من آخر قراءة وارتفعت مخزونات الوقود بقيمة 1.7 مليون برميل للأسبوع الماضي، وحقق الخام هدف قديم جداً عند 85 دولارا وأنهى أسبوعه بنمط سلبي مخيف بسبب مخاوف من تراجع الطلب من أكبر مستهلك في العالم (أمريكا) لكن فنيا نتوقع أن ينتهي الأسبوع القادم بنمط متوازن والإغلاق عند 87.5 دولار. اليورو مقابل الدولار الأمريكي مؤشر مديري المشتريات الخدمي في ألمانيا أظهر ثبات عند مستوى 52.9 نفس آخر قراءة لكن ما يقود المنطقة حاليا هو عمليات الشراء الكبيرة على الدولار وعلى حساب اليورو والمخاوف من الأداء المستقبلي للبنوك خصوصا بعد تشاؤم المستثمرين من خفض الإنفاق الأمريكي وما سيتبعه من تراجع معدلات الاستهلاك ويشير الرسم البياني إلى إمكانية زيارة مستوى 1.37 خلال أيام بعد إنهاء أسبوع بنمط بيعي صريح وضع حداً للمشترين. الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي أظهر مؤشر مديري المشتريات الخدمي في بريطانيا للشهر المنصرم نمو إلى 55.4 يفوق التوقعات التي كانت تشير إلى انخفاض، أما الصناعي تراجع إلى مستوى 49.1 كما ثبت بنك إنجلترا الفائدة عند نصف نقطة مئوية وبرنامج شراء الأصول عند 200 مليار جنيه، وأغلق الزوج عند أدنى مستوى 1.623 ولديه نقطة توازن عند 1.60 خلال أيام. الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني أعلن المركزي الياباني نهاية الأسبوع عن تثبيت سعر الفائدة عند 0.10% وشراء ما قيمته 5 تريليون ين من الأصول المالية ورفع برنامج الإقراض إلى 5 تريليون ين لمدة 6 شهور، وعليه قامت اليابان ببيع الين في السوق للمرة الثانية في 2011م والهدف من كل ذلك هو إنعاش الاقتصاد خصوصا قطاع التصدير مع تحذيرات من عدم معاملة الين كملاذ آمن لكن يبدو أن الأمر خرج عن السيطرة وعليه يوجد هدف مرجح عند 80 لكنه سيواجه بيوع قوية ربما من المركزي الياباني. الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري حقق الزوج أدنى سعر تاريخي على الإطلاق يظهر قوة الفرنك بسبب التحوط جاء ذلك مع خفض بنك سويسرا سعر الإقراض بين البنوك (أجل 3 شهور) إلى 0.25% لكبح جماح الفرنك عن مواصلة الارتفاع بعد أن أثر ذلك سلبيا على أداء المصارف هناك ورفع من قيمة السلع السويسرية في الأسواق، والمفاجأة جاءت من نمو مبيعات التجزئة السنوية 7.4% في آخر قراءة لكن يبدو أن الخوف هو من يقود الزوج ونرجح استمرار ذلك والإغلاق بنمط سلبي عند 0.74 الأسبوع القادم. (تم إعداد هذا التقرير بعد إغلاق الأسواق الأمريكية يوم الخميس الماضي) [email protected]