ودعت الأسواق شهر أغسطس بأنماط بيعية وخسائر فادحة مع تقلبات سعرية مرهقة جداً بضغط من تداعيات خفض التصنيف الائتماني لكل من أمريكا واليابان والتعثر السيادي في منطقة اليورو، وصندوق النقد يحاصر الأسواق بتوقعات سلبية بعد ظهور قاع مضاربين في العديد من الأصول ذات العائد المرتفع، ولمزيد من التفصيل دعونا نأخذ جولة حول أحداث أول أسبوع من سبتمبر لنعرف ماذا يدور في أسواق المال العالمية: داوجونز للأسهم الأمريكية: افتتحت الأسواق الأمريكية بنمو في الإنفاق الشخصي إلى 0.8% وعلى الرغم من أن نموه ضعيف إلا أن مؤشر داوجونز استطاع أن يحافظ على مكاسب الأسبوع الماضي وتم دعمه بنمو طلبات المصانع 2.4% بشكل مفاجئ مكنت المؤشر من تحقيق قمة عند 11,714 نقطة مع تطلعات لأن يقوم الفدرالي الاحتياطي بقرارات تحفيزية للاقتصاد إلا أن هذا لم يحدث بل تفاجأ المستثمرون بقيام صندوق النقد بخفض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكي من 2.5% إلى 1.6% ليغلق المؤشر عند 11,418 نقطة بنمط شرائي أضعف نوعاً ما من الأسبوع السابق مدعوماً أيضاً بتراجع ثقة المستهلك من 59.5 إلى 44.5، لكن أنهى شهر أغسطس بنمط بيعي صريح يعطي إشارات مبكرة للبيع مع موجة التعويض القادمة والتي تستهدف بحد أعلى 12,150 نقطة. الذهب : أسبوع غريب خالي من القمم التاريخية في الذهب حيث اكتفى بمستوى 1912 دولار للأنصة كآخر القمم التاريخية على الرغم من أن الأخبار السلبية لم تتوقف خصوصاً توقعات صندوق النقد السلبية للنمو، لكن يبدو أن البنوك المركزية أعادت جزءاً لا بأس به في قيمة احتياطياتها ببيع الذهب بعد قمته الأخيرة التي اقتربت من حاجز نفسي يحلم به الكثير وهو 2000 دولار، وهناك من وجد في حث صندوق النقد الدولي المتعثرة على التخفيف الكمي إشارة جيدة لعودة الأصول ذات العائد المرتفع للصعود، ومن أبرزها الأسهم على حساب الذهب ويظهر من الرسم البياني هدف مرجح للذهب عند 1750 دولار . خام نايمكس: أعلنت أمريكا عن ارتفاع في مخزونات النفط بقيمة 5.3 مليون برميل لم يكترث خام نايمكس لها بسبب ارتفاع شهية المخاطرة للمضاربين في أسواق الأسهم مما عزز من تواجد المضاربين في أسواق النفط. أضف إلى ذلك الهدوء الغريب في الاقتصادين الصيني والهندي وهما من يعوض الطلب على النفط الآن في ظل تراجعه في كل من أمريكا وأوروبا وكنا قد رصدنا مستوى 87 دولاراً كحد أعلى للأسبوع لكنه تخطاه إلى 89.8 دولار ونرجح زيارته لمستوى 91 دولاراً الأسبوع القادم داخل نمط متوازن. اليورو مقابل الدولار الأمريكي: بدأ الأسبوع بثبات في مؤشر أسعار المستهلكين في المنطقة عند 2.5% ومعدل البطالة للمنطقة ارتفع إلى 10%، والواردات في ألمانيا ترتفع على حساب الصادرات، وتراجع الثقة في اقتصاد المنطقة إلى مستوى 98.3 وصندوق النقد خفض من توقعاته لنمو منطقة اليورو من 2% إلى 1.9% وحذر من رفع أسعار الفائدة وشجع على التخفيف الكمي. هنا تنتهي أهم الأخبار معظمها سلبية أعادت الزوج إلى 1.42 وأنهى الأسبوع بنمط بيعي قوي ونتوقع استمرار الهبوط الأسبوع المقبل إلى 1.39 ويبدو أن التخفيف الكمي أحد الخيارات المطروحة المفضلة الآن في منطقة اليورو لرفع سقف صندوق الإنقاذ على الأقل للضعف. طبعاً هذا مشهد ممكن مشاهدته وتأثيره سلبي للغاية على اليورو وكنا قد توقعنا على المدى البعيد أن نرى لكل يورو دولاراً يساويه (نقطة التعادل) ولا خيار للمنطقة إلا التخفيف الكمي أو انحلال الوحدة الاقتصادية في ظل الأنانية والبخل الشديد اللتين تتسم بهما أوروبا. الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي: تراجع نمو صافي ائتمان المستهلك إلى 0.2% بدلاً من 0.4% وتراجع مؤشر مديري المشتريات الصناعي إلى 49 وهنا نكون قد خسرنا في سقف معدلات الاستهلاك والإنتاج. هذا ساهم في تخلي المضاربين عن الجنيه والهبوط إلى 1.61 بنمط بيعي والتحول إلى سوق العقار والأسهم هناك ولا يزال الزوج اتجاهه جانبياً حتى الآن. الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني: أعلن في طوكيو عن ارتفاع معدل البطالة عشر بالمئة إلى 4.7% والانفاق الأسري انكمش 2.1% لكن بنسبة أقل بكثير من القراءة السابقة والإنتاج الصناعي السنوي وفق قراءة شهر يوليو انكمش 2.8%. طبعاً هذه تداعيات خلل الميزان التجاري في أغسطس للعالم أجمع خصوصاً أمريكا التي تعتبر ثاني أكبر عميل لمنتجاتها بعد الصين ونتوقع أن يحاول الزوج زيارة مستوى 80 مع عودة السيولة للأسهم اليابانية وتراجع عمليات التحوط في الين. الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري: الناتج المحلي الإجمالي السنوي للربع الثاني تراجع نموه عشر بالمئة إلى 2.3%، وتراجع عنيف في نمو مؤشر مبيعات التجزئة السنوي من 7.4% إلى 1.9%. طبعاً بسبب تراجع النمو للقطاع المصرفي بسبب ارتفاع العملة السويسرية الشديد هذا العام وبالتالي تراجع معدلات الاستهلاك والطلب على قطاع التجزئة. وفي آخر تقرير ذكرنا أن هناك زيارة مرجحة لمستوى 0.81 لكن الزوج تخطاها بشكل رائع على 0.823 ونرجح أن يحاول الإغلاق فوقها الأسبوع القادم. (تم إعداد هذا التقرير بعد إغلاق الأسواق الأمريكية يوم الخميس الماضي)