نذكر جيداً تلك «الضجّة الإعلامية» و«الصرخات» التي سبقت عرض أعمال «درامية رمضانية » في «الأعوام الماضية» مثل مسلسل «فنجان الدم » و مسلسل «محسن العواجي » وغيرها الكثير، وتلك الضغوط التي «مورست» لإيقاف عرض هذه الأعمال الدرامية «الضخمة» التي كلّف بعضها عشرات الملايين..! وكيف أنّ هذه الضغوط «آتت أكلها» وأثمرت، بدعوى أنّ هذه الأعمال تثير «النعرات القبلية» وقد تسبب «فتنة» ووصل الأمر إلى حد «تهديد» أبطال هذه الأعمال والمحطات التي تقوم بعرضها..! نجاح إيقاف عرض هذه الأعمال في رمضان بل وشطبها من قائمة ما قد «يُرى قريباً » اعتمد على الخوف من «المساس» ببعض الأمور الحساسة للقبائل والصراعات القديمة.. ! الإيقاف أمر «رشيد وحكيم » لاشك ومطلب للبعد بالدراما عن هذه المزالق والصراعات التي لا مصلحة من عرضها وإعادة تجسيدها للمشاهد اليوم. إذاً «القبيلة» نجحت في «حماية تاريخها» على الأقل من التشويه الدرامي وتلاعب المخرجين بأدوار الفنانين والشخصيات. لكن بالمقابل ما هو مدى تأثير الصرخات «المتأخرة اليوم» والتي «تُسمع» من هنا وهناك؟! والدعوات التي تطلق على استحياء للتحذير من «الأعمال الدرامية الجديدة » التي تسابقت بعض الفضائيات العربية هذا العام على عرضها ضمن برامجها؟! وسط إعلانات ورعايات قدّرت «بثلاثمائة مليون دولار»، والبعض يرى فيها «مساساً» بالدِّين ورموزه وتجسيد دور الصحابة «رضوان الله عنهم» والمطالبة بمقاطعتها خوفاً من إثارة الفتن وتشويه صورة الصحابة. السؤال المطروح لماذا نصل «متأخرين دوماً » للتحذير من الأعمال التي قد تشوّه صورة الدِّين والصحابة؟! ونطالب بمقاطعتها ومنع عرضها اليوم، رغم أنّ هذه «الأعمال الضخمة» أعلن عن بعضها قبل عام ورافق تصويره تغطية إعلامية ضخمة ولم نحرك ساكناً..؟!! ألم يكن من الأولى للمطالبين بالمقاطعة اليوم.. المطالبة بالمشاركة في كتابة ومراجعة نصوص هذه الأعمال «سابقاً « لضمان عدم تشويهها لتاريخنا الإسلامي ورموزه..؟!!. أليس التاريخ الإسلامي أحق من الموروث القبلي بحفظه من الشوائب الخيالية للكتّاب والمخرجين التي نراها على الشاشة اليوم..؟!!. أظن أن هذا العام مضى.. ولن نستطيع تغير شيء يذكر تجاه ذلك. ولكن برأيي نستطيع الحد من «تشويه» تاريخنا الإسلامي، بالمشاركة في كتابة أعمال درامية جديدة حوله يتم التحضير لها اليوم للعرض في السنوات المقبلة، بدلاً من رفضها بالجملة وهي تعرض في كل عام..؟! وعلى دروب الخير نلتقي.