سعادة الأستاذ خالد المنيف المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أستاذي الفاضل.. أنا موظف إداري في أحد المستشفيات متزوج منذ ثلاث سنوات تقريباً أثمر الزواج طفلة صغيرة.. أشكو عزوف زوجتي عني، إلا أنه في بداية أيام زواجنا توقّعت هذا الأمر طبيعياً بحكم طبيعة الفتاة الحيي وأصبحت أداريها إلا أن الأمر زاد استفحالاً.. خلال العام الأخير، فأصبحت لا تهتم بنفسها البتة ولا تعتني بنظافتها الشخصية وتتهرب مني إذا أردتها بل وتتمنع بشدة رغم أسلوب التمهيد والملاطفة الشديدين اللذين أقدمهما قبل العلاقة وكثيراً ما نصحتها ووجّهتها بحسن التعامل من طرفها على الأقل كما أعاملها أنا.. ويعلم الله أستاذي أني لم أقصر معها في ملبس ولا في أسلوب من أساليب الترفيه فكثيراً ما أسافر بها خارج المملكة وداخلها للنزهة والاستجمام وأهتم كثيراً بمظهري وأناقتي ونظافتي الشخصية.. إلا أنه عند ما يحين موعد زفاف أو لقاء بصويحباتها أجدها على أحسن لباس وأجمل مظهر وأفضل مكياج.. وبمجرد العودة من المناسبة أو الزواج كأن شيئاً لم يكن وكأني كنت في حلم، وإذا طلبتها تقول بأنها متعبة وأنها غير مستعدة!! فمتى تكون مستعدة؟؟ لا أعرف، لمّحت لها بأني أعمل بمستشفى والمغريات من حولي والبنات من كل لون وجنس وبكامل دلالهن وجمالهن وأنوثتهن يتحركن أمامي.. وأنا بشر ودواعي الشر موجودة ولولا خوفي من ربي لوقعت في المحظور.. صراحة أستاذي إني في حيرة شديدة وتعب نفسي وبدني وشرود ذهني دائم، فلي مدة ليست بالبسيطة لم أقرب فيها من زوجتي، حاولت أن أعرف منها إن كانت تشكو من ألم عضوي أو نفسي أو شيء معيّن.. فدائماً تقول لي لا شيء غير أنه لا يوجد الوقت المناسب أو الجو النفسي المناسب.. أفدني أرجوك ماذا يمكن لي أن أفعل؟؟؟ ولك سائلي الكريم الرد: حياك الله أخي الكريم.. ترفع القبعة احتراماً وتقديراً لك ولأمثالك، فعلى الرغم من قسوة الظروف وعظم المعاناة وصعوبة الموقف وشدته، إلا أنك أحطت نفسك بسياج متين من العفة والنزاهة مقاوماً تلك المغريات بقوة وصلابة، إضافة إلى حلمك وترويك وعدم اتخاذك لقرار مندفع وأسأل الله لنا ولك الثبات. لا أحد يجرؤ على لومك أخي الكريم في توجّعك وتألّمك من هذا العزوف.. كيف تلام وأنت لا تزال أعزبا رغم زواجك! ولم تجد من زوجتك ما يشبع غريزتك.. ومن الحكمة تلمُّس المرض للقضاء على العرض فالأظهر أن هناك ما دفع زوجتك لهذا البعد، ولعزوف الزوجة عن تلك العلاقة عدة أسباب فربما كانت البيئة هي من تسبب في هذا الصدود عن طريق ثقافة التحريم والتجريم والصمت المطبق في كل ما يتعلق بالجنس، حتى تتراكم لدى الفتاة مشاعر كره وانقباض من هذا الأمر، يدوم معها حتى بعد زواجها، وهناك أسباب تتعلق بالزوج أهمها القصور الكبير في فهم طبيعة المرأة فيما يخص العلاقة الحميمة، وأنبهك لعدّة أمور في هذا الشأن فأحوال النساء تختلف تماماً عن أوضاع الرجل، فإن كانت العين هي المحرك عند الرجال فالكلمة الرقيقة هي من يهيأ الأمور عند المرأة، ومن الأسباب التي يغفل عنها الكثير من الأزواج وغالباً ما تتحرج الزوجة من الإفصاح عنه هو موضوع الرائحة الكريهة فبعض الرجال يعاني من مشاكل في معدته أو في اللثة تولد رائحة كريهة ينفر الحجر منه وليس البشر. ومن الأسباب التي تتعلق بالزوجة وجود المشاكل العضوية والتي تسبب آلاما موضعية للزوجة، وحتى نصل إلى موطن الخلل ومنشأ المشكلة فلا بد من استنطاق الزوجة لتصرح بالسبب الحقيقي أياً كان وإيجاد حل له.. وإذا لم تفصح لك زوجتك عن السبب فلست أرى بأساً بالحديث مع والدتها أو إحدى أخواتها الكبيرات أو من ترى أنها ذات تأثير عليها من قريباتها لنصحها أو على الأقل الوصول إلى سبب المشكلة. وإذا تبيّن بما لا يدع مجالاً للشك أن مرد الأمر هو إهمال وتقصير فمشكلتك ليست من المشكلات التي ندعو للتكيف معها والصبر عليها، وليس منطقاً أن يقال لك اصبر على أمر يزول معه لباس التجلد ولا يواتيك عنده تجمل، خصوصاً أنك استنفدت الأسباب وطرقت كل الأبواب لحل المشكلة، هنا يحق لك أن تعبر عن نفسك بهدوء وحزم وبيان أن هذا الأمر قد أضر بك كثيراً، ولربما جرّك إلى ما لا يحمد عقباه وإياك والعدوان عليها أو الهجوم على شخصها، وقل لها ما تنوي فعله بوضوح، وهو أنك ستبحث عن زوجة أخرى ما لم تتغير الأمور، وان البقاء على تلك الحالة ضرب من ضروب المستحيل، فإن بقيت الأمور على حالها فتوكل على الله وابحث عن زوجة أخرى وفقك الله وفرّج همك. شعاع: لا تخش من التنازل عن ما هو جيد للحصول على ما هو رائع.