لقد أصبحت الأندية الصيفية ظاهرة اجتماعية وكياناً قائماً تفرضه معطيات العصر الحديث. وانطلاقاً من أهداف جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في إعداد طلابها إعداداً متكاملاً من الناحية الوجدانية والعقلية والجسمية والسلوكية والاجتماعية, وتهيئتهم للحياة العامة ومتطلباتها، وتربيتهم تربية حسنة مبنية على أسس تربوية سليمة, فقد حرص مسؤولوها على إقامة النوادي الصيفية للطلاب، وذلك من خلال استغلال الوقت الحُرّ لديهم فيما يعود عليهم بالنفع والفائدة, وضمان استمرارية الرعاية التربوية لهم بإتاحة الفرص لممارسة ألوان من الأنشطة التربوية المختلفة وتطويرها بما يتناسب مع مقتضيات العصر واحتياجات الطلاب المتزايدة؛ حيث إن احتواء الشباب ورعايتهم والعناية بأفكارهم الايجابية وحفظهم من مزالق الأفكار الضالة المنحرفة وحمايتهم من مخاطر الفراغ وحفظ سلوكياتهم كان من اهتمام الدولة - حفظها الله وحرسها من كل مكروه - منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود - رحمه الله -؛ فكان اعتماد أندية طلابية صيفية. ونادي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الصيفي بالمعهد العلمي في محافظة خميس مشيط أحد هذه الأندية، الذي يساعد في إعداد جيل واعٍ متزن في شخصيته، متفاعل مع قضايا أمته ووطنه، مساهم في بناء حضارة بلاده ورفعة شأنها، مطيع لولاة أمره. فالشباب بحاجة إلى مثل هذه النوادي الصيفية التي تقوِّم السلوك، وتغرس القيم العليا، وتساهم في بناء المجتمع المحافظ. وإن وجود الشباب في بيئة صالحة يذكي فيهم روح التفوق وإظهار ما لديهم من قدرات، ويؤدي إلى الألفة بين الشباب, وانتشار التعارف فيما بينهم؛ لذلك تتحقق المودة، ويسود الرخاء، ويعم التعاون بينهم. ومن هذا المنبر أدعو الشباب إلى الانضمام إلى الأندية الصيفية؛ فالإجازة وقت فراغ وملل لدى كثير من الشباب، والأندية الصيفية من خير ما يقضي الشباب بها وقته. والحق أن كل ما تحقق من نجاحات لم يكن ليتحقق إلا بتوفيق الله - عز وجل -، ثم دعم ولاة الأمر - حفظهم الله -. فالحمد لله أولاً، والشكر لحكومتنا الرشيدة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود وسمو أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد على رعايتهم الدائمة ودعمهم المستمر. وأتقدم بالشكر والعرفان لمعالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ولوكيل الجامعة لشؤون المعاهد العلمية على إتاحة الفرصة لإقامة هذا النادي الصيفي ولما يولونه المعهد من دعم وتوجيهات. والشكر موصول لزملائي القائمين على هذا النادي الصيفي المبارك، وأقول لهم: بارك الله في جهودكم، وسدَّد على دروب الخير خطاكم، وجعلنا وإياكم مفاتيح للخير ومغاليق للشر. مدير النادي الصيفي بالمعهد العلمي في خميس مشيط