نعم، غاب أبو مساعد، غاب رمز الطموح والتحدي، تحدي الفقر والاعاقة البصرية وشق طريقه إلى النجاح بكل ثبات وعزيمة، فقد بدأ حياته في مدينته جلاجل وكان والداه ينظران إليه بكل شفقة وخوف من المسقبل، ولكن أراد الله لهذا الإنسان أن يشق طريقه بكل عصامية، حيث أكمل دراسته الابتدائية والثانوية والجامعية، وأثناء ذلك كان يفكر بمصيره ومصير أمثاله، فتعلم لغة برايل وعلمها، وكوّن مع أصدقائه المخلصين مجموعة لتطويرها ونشرها، كما تعلم اللغة الإنجليزية وأتقنها، وألم بلغات أخرى وأجادها وبدأ يخطب بها في المحافل الدولية حتى لفت أنظار العالم وأوصل المملكة إلى العالمية حيث انتخب رئيساً للمجلس العالمي للمكفوفين، وقد كان ناجحاً في إدارته حيث أسس نواة التعليم الخاص في وزارة المعارف ووصل فيها إلى مراتب عليا. وعندما أنشئت لجنة الشرق الأوسط لشؤون المكفوفين عين رئيساً لها فأبدع فيها، وقد قدر لي أن أعمل معه ولاحظت فيه ذكاء مفرطاً في إدارة الأفراد وحسن التعامل معهم وحل مشاكل إدارية بالحسنى والعلاقة الإنسانية والصرامة والجدية عندما يحتاج الأمر إلى ذلك كما أن بين جوانحه إنسانية عالية تبدو في عطفه على الفقير والمحتاج. رحم الله أبا مساعد وأسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون. حمد بن عبدالله الصغيّر