تصابحني صحيفة الجزيرة الغراء مع إشراقة شمس كل يوم لتشاركني بشاشة الصبح التي أستمتع بها حين ممارستي رياضة المشي اليومية؛ حيث أطالع صفحاتها العامرة بكل جديد ومشوق مما تفيض به قدرات كُتّابها المتميزين من مقالات تطرح الكثير من القضايا، وتناقش الكثير من الآراء والأفكار مما يدور حول الأمور المتعلقة بالشأن العام، الذي هو شأن مثل هذه الصحيفة المتألقة.ومن ذلك ما كتبه د. عبدالله مناع كما في عددها الصادر يوم الأحد الموافق 24 رجب تحت عنوان (نزار.. والغياب وربيع الحرية؟!) بأسلوبه السائغ الميسر الذي أعادنا إلى مرحلة زمنية مضت حينما كنا لا نقرأ إلا لعمالقة الفكر والأدب شعراً ونثراً لأولئك المبدعين ممن كانت رؤاهم تحفل بوهج الوطنية وحب الوطن والتطلع لمستقبل الأمة المشرق، من أولئك الذين صار الكثير منهم في رحاب ربه عليهم جميعاً رحمة الله، وأن يمُنّ على من تبقى منهم بديمومة الصحة والعافية. وقد أتى ذلك الكاتب والأديب الفذ ليحلق في تلك الأجواء بمثل ذلك التناول والتحليل الرائعين لبعض من رؤى ذلك الشاعر العظيم نزار القباني - يرحمه الله - كما في بعض قصائده الرائعة التي لا تعني شأناً غير الشأن العربي وهموم الأمة العربية وقضاياها.وأمام مثل ذلك نقول للدكتور عبدالله مناع - حفظه الله -: لا تكفي منك مثل هذه الإطلالة، بل نريد منك حضوراً لا يعتريه انقطاع، نريد مثل هذه التجليات والكتابات الرائعة مرة كل أسبوع على الأقل.. نريد ما يعيد لنا الثقة في حاضر الأمة ومستقبلها، ونريد المزيد من فيض عطائك الفكري مما سوف نستلذ به، ففيه إحياء لذلك الأدب ومضامينه حين عرضه واستعراضه لأولئك النخب الرائعة الذين من بينهم نزار قباني - يرحمه الله -. وحسبك بهذا إحياء. عبدالرحمن الشلفان