رغم مضي عشر سنوات على رحيل قيثارة الشرق وصوت الأرض طلال مداح، إلاّ أنه لا يزال مُتجددًا، فأرشيفه الفني الطويل يُبرز كل حين كنزًا فنيًا كان خافيًا عن الناس، حتى إننا لا نجد اثنين يتفقان على عدد حصري لأعمال الراحل طلال مداح، إلاّ أن الجميع يؤكد أن أعماله تتجاوز ال 1500 عمل فني، تُعطي المحبة لطلال من قبل جمهوره ومُحبيه، تصرخ فيهم كل ليلة “سيّدي قم”، ولا تزال باقية في أفئدة مُحبيه لتدوّن تاريخًا فنيًا شامخًا وأثرًا لا تمحوه السنين. لم يغب “أبو عبدالله” عن محبيه وعشاقه، فقبل أيام قليلة احتفلت شركة فنون الجزيرة بإطلاق عدد من أعمال الراحل، تضمّنن أغنية “منك يا هاجري” ومن أشعار أحمد شوقي وألحان الموسيقار محمد عبدالوهاب، وأغنية “أغراب” للشاعر الأمير محمد العبدالله الفيصل وألحان سراج عمر، وأغنية “ضايع في المحبة” كلمات الأمير بدر بن عبدالمحسن وألحان محمد الموجي، وأغنية “أحرجتني” للشاعر منصور الشادي وألحان عبدالرب إدريس، وأغنية “لي طلب” للشاعر بدر بن عبدالمحسن وألحان عبدالرب إدريس، وأغنية “متى ستعرف” للشاعر نزار قباني وألحان طلال مداح، وأغنية “ليه يا دنيا” للشاعر عبداللطيف البناي وألحان طلال مداح، وأغنية “يا قمر فوق الروابي” للشاعر أحمد عسيري وألحان عبدالله محمد. وكان الجميل في الحفل هو الحضور الجماهيري الكبير من الوسط الفني والثقافي والاجتماعي، فالتحمت القلوب في تقليب صفحات الذكريات الجميلة. بدأ الحفل بمقدمة جميلة من الزميل علي السبيعي الذي قدّم في بداية الحفل وكيل إمارة منطقة عسير سابقًا الدكتور شاكر شكوري الذي قال: “لقد عاشرت أبا عبدالله وعايشته فوجدت فيه المواصفات الإنسانية وتفرّدًا فنيًا وحيازته على قصب السبق عن جدارة فهو لم يهرول يومًا ليجلس على المقعد الأمامي ولم يسع إلى الظهور ولم يزاحم أحدًا ولكن كان متواضعًا لدرجة كبيرة”، وأضاف شكوري: “طلال هو صوت مميّز تسمعه قبل أن يُعلن عن نفسه ويستحق منّا جميعًا كل الحب والتقدير”. بعده تحدث الكاتب والأديب الدكتور عبدالله مناع بإسهاب عن سيرة الراحل الكبير.. ووصف هذه الليلة الاحتفالية بالأيام التي يتم فيها توقيع الكتب من قبل المؤلف، كما وصف بدايات الراحل الكبير بالمثيرة جدًا، وشدّد الدكتور مناع على أن الفنان محمد عبده هو تلميذ تعلّم وظهر من خلال مدرسة الفنان طلال مداح. وقبل تناول العشاء تم عرض فيلم وثائقي عن الراحل الكبير طلال مدّاح -يرحمه الله- تضمّن عددًا من المواقف الطريفة والإنسانية للراحل وبعضًا من أعماله التي أبكت الحضور وأدخلتهم في أعماق الذكريات لفنان رحل ولم يرحل صوته وإنسانيته وسيبقى حبه في قلوب الناس. الفنان عبادي الجوهر كان من حضور الحفل وأبدى تأثّره الشديد مع فقرات الحفل، وكذلك الفنان سامي إحسان.