عنوان يتعذر به كل كسول، وكل اتكالي في هذه البلاد الطاهرة، ولسان حاله يقول لماذا لا أنادي إلى عمل طالما فكرت فيه أو تمنيته؟ والأهم أن يكون قياديا وذا صلاحيات مسيطرة، أنفع به من أريد وأتعمد القسوة والإهانة لمن أريد، ليسمع الناس كل الناس، وبالأخص القريب والحببيب بما وصلت إليه من بروز وظيفي أجوف، أما أن يبحث عن الرزق الحلال في أي مكان مناسب، فهذا يتعارض مع تفكيره وطموحه، وذلك بصرف النظر عن كفاءته ومؤهلاته الخ.. ومن هنا استغل الوافدون من كل اقطار العالم اتكاليتنا على الدولة في تأمين كلما نريد بعيدا عن المتاعب التي قد تلحق بنا، لو انخرطنا في جميع الأعمال التي يمكن أن تحقق لنا مزيداً من الكرامة والرزق الحلال، فأحياناً نقول عيباً، وأخرى نقول "أنا ابن جلا وطلاع الثنايا" فكيف أعمل في مجال لا يليق بمكانتي وعلوي الاجتماعي مثلاً؟ وعليه والحالة هذه وعلى سبيل النظرة بالمثل يختلف مواطنو مجلس التعاون عن بقية دول العالم وبالذات الدول العربية في هذا الصدد، فهناك نجد أن كل ابناء القطر أو الدولة يعملون في كل مكان، وفي كل حرفة، أما نحن فقد تركنا كل المصالح لغيرنا من الوافدين، ولك أن تشاهد الاسواق وحلقات المواشي والمواد الغذائية، والمطاعم والمحلات التجارية فمن يديرها ؟ ومن يجمع خيراتها ويتحكم فيها؟ أما المواطن مدعي البطالة فهو عبء على حكومته ومجتمعه وأسرته، ويكفيه الادعاء بعدم وجود عمل مناسب، ومن العيب في نظره أن يعمل في أي عمل من الحرف الموجودة أو الاعمال الشريفة الاخرى، والتي سبقه لها آباؤنا وأجدادنا يرحم الله ميتهم ويحفظ حيهم. وكوجهة نظر وطنية صادقة أرى أننا لو تنازلنا عن الأنانية والكبر والغطرسة في أكثر الأحيان، لحددنا من الوافدين وحللنا في أماكنهم ثم عشنا عيشة كريمة عنوانها "من طلب العلا سهر الليالي" ومعها سنجدأننا دولة بلا بطالة، أصلح الله شأن أمتنا وأعادنا جميعاً إلى طريق الحق والصواب والإيجاب..