الكل أجمع على أن بادرة معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة بزيارة عميد الفن الأستاذ طارق عبدالحكيم هي بادرة أبدًا ليست بالمستغربة من معاليه، الذي عُرف عنه دائمًا الأدب والتواضع والخُلق الرفيع، وهو منذ تسلّم قيادة وزارة الثقافة والإعلام قدّم مجهودات كبيرة وواضحة تجسّد مدى اهتمامه بالمثقفين والفنانين والأدباء. زيارة معالي الوزير الدكتور خوجة لعميد الفن جاءت تجاوبًا مع ما نشرناه هنا في “الأربعاء” الأسبوع الماضي، وهذا وحده يجسّد مدى حرص واهتمام معاليه ومطالعته ومتابعته لأخبار فنانينا ومثقفينا، والحقيقة لقد كان لهذه الزيارة أثر كبير لدى جميع من حضرها، وبخاصة لدى عميد الفن، فقبل حضور معالي الوزير، كنت أتحدث مع الأستاذ طارق وعن علاقته ومعرفته بالدكتور خوجة، فأشاد به كثيرًا وحدّثني عن معرفته به، وكيف أنه من المعجبين بشعر وقصائد الدكتور عبدالعزيز خوجة، وقال لي الأستاذ طارق أنه لفت انتباهه قصيدة “أقبلت”، فقام فورًا بتلحينها رغم أنه لم يأخذ عليها تنازلًا من الدكتور خوجة، فجاءت هذه الزيارة فرصة ليقدمها له هدية وفي نفس الوقت لأخذ التنازل، وهذا ما تم فعلًا. شكرًا لمعالي وزير الثقافة والإعلام هذا الحرص والاهتمام والمتابعة، وموسيقارنا الكبير طارق عبدالحكيم رمز من رموز الإبداع في بلادنا الحبيبة، وهو يستحق كل التقدير وكل الحب، وما زيارة معالي الوزير إلا تقدير يحمل كل المعاني الجميلة تجاه أبناء الوطن ورموزه من المبدعين والمثقفين والفنانين ممثلًا في عميد الفن الأستاذ طارق عبدالحكيم. * * * وعاشت جدة أيضًا الأسبوع الماضي أجواء الوفاء والطرب والفن الأصيل، في احتفالية كبيرة أقيمت بحضور حشد غفير من محبي وعشاق الراحل الكبير طلال مدّاح -يرحمه الله- والذين لم يتمالك الكثير منهم تأثّرهم فأدمعت أعينهم حبًا ووفاءً لهذا الفنان الإنسان الذي لن يُعوض. الاحتفالية كانت بمناسبة طرح الألبوم الجديد لفناننا الكبير، وقد ضم أغنيات رائعة، فقصيدة “منك يا هاجري” لأمير الشعراء أحمد شوقي وألحان موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب تؤكد مدى إبداع هذا الرمز الكبير طلال مدّاح، واعتراف الشعراء والملحنين الكبار (العرب) بأنه صوت لا مثيل له، ويكفي أنه المطرب الخليجي الوحيد الذي قدموا له كلماتهم وألحانهم، لتتأكد مقولة أن طلال مدّاح يرحمه الله هو “فنان العرب” اسمًا وفعلًا، وليس إعلاميًا وزعمًا، كما يضم الألبوم أغنية للملحن المصري الكبير محمد الموجي، وقصيدة للرائع الكبير نزار قباني، وأغنية من كلمات المبدع الكويتي عبداللطيف البناي، أسماء عربية مميزة، بالإضافة إلى المبدعين السعوديين وفي مقدمتهم كلمات الأمير محمد العبدالله الفيصل والأمير بدر بن عبدالمحسن والملحنين الكبيرين سراج عمر وعبدالرب إدريس. الألبوم جمع عمالقة (عرب)، بصوت مطرب العرب، لتكون النتيجة أعمالًا خالدة للتاريخ كما تعودنا دائمًا من الراحل الكبير الأستاذ طلال مدّاح يرحمه الله مؤسّس الأغنية السعودية. الاحتفالية كانت رائعة، وإن كانت هناك بعض المجاملات، لكن المهم هو هذا الحضور والتواجد لاسم رمز الأغنية السعودية الكبير في ذكرى رحيله العاشرة. * * * رحم الله فقيد الإعلام الرائد محمد رجب.. فقد كان من أصحاب البدايات في الصحافة الفنية السعودية منذ أكثر من 40 عامًا، وله مشاركاته وحضوره المميز في الإذاعة والتلفزيون والمسرح والشعر الغنائي والمنولوجات، فقد كان متميزًا في جميع هذه المجالات وفيرها. وبرحيله تخسر الصحافة الفنية السعودية واحدًا من روادها الكبار. رحم الله الزميل العزيز الأستاذ محمد رجب وأسكنه فسيج جناته. إحساس كل ما دقيت في أرضٍ وتد من رداة الحظ وافتني حصاة