تعاني كرة القدم السعودية حالياً من غياب المهاجم الهداف من فئة (سوبر) وهذا سبب مؤثر للغاية أدى تحديداً لتراجع نتائج المنتخب الأول لكرة القدم كما أثر بشكل مباشر على نتائج أنديتنا في مشاركاتها الخارجية في السنوات الأخيرة، وخير دليل على ذلك أن الأندية الكبيرة أصبح بعض منها يعتمد بشكل كبير على الهداف الأجنبي وبعض آخر بدأ بالبحث الجاد عن هداف أجنبي مميز، ومنذ ذلك العام الذي برز فيه المهاجم الهداف بنادي الشباب مرزوق العتيبي ثم انتقل إثر ذلك لنادي الاتحاد بقيمة تسعة ملايين ريال، وقد كان رقماً صعباً ذلك الوقت، أصبحت الأندية تتسابق وتزايد على الهداف الأبرز مع تصاعد القيمة المالية للهدافين حتى وصلت في آخر المحطات إلى أربعين مليون ريال وهي القيمة التي انتقل بموجبها المهاجم محمد السهلاوي من نادي القادسية لنادي النصر.. ولو استعرضنا الأسماء التي برزت ما بين فترة انتقال مرزوق وحتى انتقال السهلاوي لوجدنا أسماء عدة لمهاجمين كنا نستبشر فيهم خيراً لكن هؤلاء جميعاً ما لبث وأن تراجعت مستوياتهم بشكل كبير، حتى أن بعض منهم أفلت نجوميتهم واختفى مبكراً. ولو ألقينا نظرة فنية فاحصة على ما حدث لتجلى واضحاً أن العقود المبالغ فيها هي السبب وخاصة للمهاجمين، لأنها حققت اكتفاء ذاتياً من المال، ولأن الهدف الرئيس هو المال وحده وإلا فإن اللاعبين الأجانب يذهبون هنا وهناك ويحصلون على عقود خيالية ويستمرون في عطاءاتهم المعروفة طالما أعمارهم في المعدل الطبيعي للاعب كرة القدم؛ في حين أن بعض لاعبينا ممن لايزالون دون الثلاثين من العمر أو في مطلع الثلاثين بدوا وكأنهم يلعبون (بدون نفس).. وللتوضيح، فأنا لست ضد ما يتقاضاه لاعبونا، ولكن لزاماً عليهم أن يقدموا بحجم ما أخذوا، وعليهم أن يعوا أن ما حصلوا عليه نتيجة مستوياتهم التي أهلتهم لهذه العقود الباهظة الثمن، ولكن أن تقدم لهم الملايين ثم تتراجع مستوياتهم نتيجة إهمالهم وتقاعسهم، وأنهم حققوا ما يريدون ففي تصوري أن الأمر هنا يتعلق بالأمانة التي حمّلوها ولم يحملوها كما يجب، وقد قبضوا الثمن سلفاً.. لذا فالأمر يحتاج لإعادة نظر؛ فالضرورة تحتم أن يرتبط عقد اللاعب أيّاً كانت قيمته بمقدار ما يقدمه من عطاء وعلى دفعات مثلما طالب البعض -وأظن أن الأستاذ خالد البلطان أول من طالب بذلك-؛ وأجزم أن هذا التوجه سيكفل حرص اللاعبين بالحفاظ على مستوياتهم وتقديم ما يوازي القيمة التي نالوها إن من المفترض أن يؤخذ هذا التوجّه بعين الاعتبار وذلك لضمان أن تحصل الأندية من لاعبيها مقابل ما دفعته، خاصة وأننا مقبلون على طفرة أخرى في عقود اللاعبين بعد الأنظمة الجديدة للاحتراف والتي تلزم الأندية باحتراف كافة اللاعبين وإلغاء نظام الهواة لذا لابد من تنظيمٍ للعقود بحيث يكفل للأندية حقوقها على اللاعبين وحتى لا تتحول كرة القدم إلى ساحة لكسب المال فقط من قبل بعض اللاعبين وتكون أنديتنا ورياضتنا هي الخاسر الأكبر أولاً وأخيراً. على عَجَل (الحصاد السنوي ل153 نادياً) الذي أعده الزميل المتألق عبدالله المالكي والذي نشر أمس الأول في هذه الجريدة، كان رائعاً ومميزاً بالفعل أوضح النتائج النهائية للموسم الرياضي ومن تفوق من الأندية ومقدار تفوقه ومن أخفق وغاب، بلغة الأرقام التي لا تكذب، هذه اللغة التي تقلق المخفقون والمتخاذلون!. من خلال هذا الحصاد السنوي حُق للهلاليين أن يطالبوا بأن يحصل ناديهم على درع التفوق الرياضي العام للموسم الحالي. في ظل البحث المحموم والجاد عن لاعبين أجانب متميزين وجهاز فني مرموق لفريق كرة القدم، يفترض ألا يغيب عن الإدارة الهلالية ضرورة التعاقد مع جهاز طبي على مستوى عالٍ من الكفاءة بعد أن عانى الهلال في هذا الجانب في الموسمين الأخيرين. لو تم اختيار العناصر الحالية لمنتخبنا الأول لكرة القدم من قبل المدير الفني للمنتخب لربما أصبح من غير المقبول إبداء أية ملاحظات على هذا اللاعب أو ذاك لأن المدرب هو الأعرف بمن يناسب خططه وأساليبه الفنية، ولكن طالما جاءت التشكيلة الحالية بواسطة لجنة كوّنت من أجل اختيار أبرز العناصر، فكان من المفترض ألا تتجاوز اختياراتها هداف الاتفاق يوسف السالم، الذي برز بشكل كبير هذا الموسم وتفوّق على مهاجمين كان يقف وراءهم لاعبون مهرة في خط الوسط. الذين استاؤوا من التعديل الأخير على لائحة الاحتراف فيما يتعلق ب(الكوبري) هم أولئك الذين لا يجيدون ولا يحبذون التعامل إلا بالطرق الملتوية!. جائزة أفضل الحكام التي قدمتها قناة «لاين سبورت» ممثلة برئيس مجلس إدارة القناة الأستاذ عبدالرحمن الحلافي لا شك أنها ستؤتي ثمارها، وستسهم بمشيئة الله في رفع مستوى التحكيم من خلال التنافس بين الحكام للظفر بهذه الجوائز، خاصة إذا ما تم الإعلان عن المبالغ المالية لهذه الجوائز وكانت مشجعة بالفعل، هذه الخطوة تستحق الإشادة والثناء، وما أحوجنا للنهوض بمستوى التحكيم المحلي. طالما أن المدرب ريكارد كان متوقفاً عن التدريب في الثمانية أشهر الماضية، فلماذا تأخر التعاقد معه إلى هذا الوقت؟!. ريكارد.. له سجل حافل بالإنجازات كلاعب وكمدرب، أتمنى أن يجد لدينا الأجواء التي تساعد على نجاحه.