(من يتردد بين مقعدين يقع أرضا) - حكمة إنجليزية - في الدورة التدريبية «مهارات فن الإخراج التلفزيوني» التي نظمتها جمعية الإعلاميين السعوديين في بريطانيا ونفذها بحرفية متقنة المبتعث المخرج «بسام البريكان» قدم للحضور مجموعة من الشباب المبتعثين الموهوبين. ثلاثة طلاب سعوديين مبتعثين لدراسة البكالوريوس في تخصصات مختلفة، لكن لديهم موهبة التمثيل، ولديهم قنوات على موقع اليوتيوب، ينشرون فيها مشاهدهم التمثيلية، يعالجون فيها قضايا بلادهم، نشيطون باتجاه تطوير موهبتهم، هذه الموهبة أشغلت ذهني في التفكير في مستقبلهم وأحلامهم!! وهي ذاتها التي تطرح تساؤلاً حول مستقبل شبابنا هل هو في الدراسة الأكاديمية أم تطوير الموهبة لتصبح حرفتهم؟ الشاب «فهد صالح» قدم مشهدا تمثيليا اتضحت فيه موهبته كممثل كوميدي. شخصية «فهد» بها مؤهلات عدة تجعله ممثلا ناجحا وربما مشهورا ولديه فلسفة لذاته وللضحك تجعلك تنبهر بقدراته. «فهد» يتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة ويمثل بهذه اللغة وهذا ما جعلني أخشى على ضياع موهبته، فإذا أنهى دراسته وعاد إلى بلده كيف سيمثّل باللغة العربية التي لم يتآلف معها في التمثيل كاللغة الإنجليزية؟ لذلك أخشى على «فهد» وكل مبتعث موهوب من ضياع أحلامهم لأنهم ليسوا مخترعين ولا توجد لديهم قدرات طبية أو علمية إنما قدراتهم فنية وللأسف نحن لا نهتم بتطوير القدرات الفنية رغما أننا نتحدث الآن عن مسرح وعن دراما سعودية!! سيدرس «فهد» وزملاؤه تخصصاتهم العلمية وسيعودون إلى بلدهم فمنهم من سيعمل في مجال تخصصه دون أي تطلع إلى الابتكار إذ سيظل حنينه إلى التمثيل ومنهم من سيتجه إلى التمثيل ليشعر بالسعادة في مجال أحبه لكنه لم يدرسه ودرس شيئا مختلفا عن اهتماماته. هي إشكالية ثقافة مجتمعنا في تقديسه للتخصصات العلمية وعدم تقديره للتخصصات الفنية التي إذا ما اجتمعت فيها الموهبة الفنية والدراسة استطاع الإنسان أن ينجح في خدمة مجتمعه. إنما نحن نريد فنانين سعوديين وممثلين يحصلون على جوائز في المسابقات العربية والعالمية لكننا لا ندعم الشباب الموهوب فنيا!! فهل يستطيع فهد وزملاؤه أن ينجحوا في تغيير ثقافة المجتمع؟ لا أشك في ذلك فالشباب لديهم حب لبلادهم والتقنية التي هي مفاتيح المستقبل.