منتج عربي لبعض البرامج التي تبث من دولة خليجية في لقاء عابر سئل عن عدم توجهه للإنتاج الدرامي، فقال لو استطعت الولوج إلى الشباب السعودي لصنعت من الفن الخليجي فنا ينافس الأعمال الفنية العربية المخضرمة، واستطرد موضحا سبب رهانه على الطاقات السعودية بقوله: "يقدم لهذا البلد عشرات من الشباب السعودي الذين يملكون الموهبة التي لم تستثمر بعد"، وبحكم أن الشريحة الكبرى من المشاهدين من بني جلدتهم فهم ثروة ضائعة (يقصد بأن السوق السعودية سوق يسيل له لعاب أصحاب جميع أنواع الاستثمارات ومنها الإعلامية والفنية). ولم يخف تعجبه من محدودية عدد النجوم الموجودين في شبه قارة والذين أتيحت لهم الفرصة وغابت عن الألف يضطرون إلى السفر للدول المجاورة لتقديم ما لديهم والبقاء بعيدا عن وطنهم وإن آلمهم ذلك، إلا أن الضرورات الفنية والموهبة عندما تسكن شخصا لتحيله إلى مجنون إن هو قدم عملا سوى العمل الذين تمليه عليه موهبته يجعلهم يبتعدون ليغردوا بعيدا. كان بجواري وأنا أتابع حديثه شخص اسمه "عبدالله الحارثي" شاب موهوب في التمثيل لم يكفكف دموعه بعد لفراق صديقه "فهد الزهراني" الآخر الذي سافر لدولة مجاورة للقاء مخرج هناك ليريه ماذا لديه، بينما صديقنا الأول يعمل مع قناة خليجية مبتدئة حرصت على أن يكون لها مكتب في السعودية ليكون أغلب ما يقدم صنع في السعودية، وما هي إلا لحظات وصلني اتصال من ممثل موهوب "سعيد السعد" وما زال ينتظر فرصته ذهب ليشارك في عمل خليجي واتصل من دولة مجاورة لينقل لنا البشرى بإتاحة الفرصة ويشتكي مداعبا من اللهجة التي سيضطر لتقمصها ليشارك في ذلك العمل الموكل إليه، ونقل لي بشرى يقول فيها إنه أخبر المخرج عن نص مكتوب لدي فقال دعه يأتي أيضا. أنهيت المكالمة بعد أن راهنت بدوري على نجومية المذكورين وأغلقت التلفاز مدعيا بأني وجدت الفرصة أو سأخلقها قريبا لتقديم ما لدي من نصوص تعددت أشكالها والهدف واحد مناقشة قضايا مجتمعي داخل مجتمعي، وبطاقات سعودية 100 في المئة، فلسنا نتفقد الموهبة ولا الدرجة العلمية التي صقلت ما لدينا ليأتي اليوم الذي نتابع أعمالنا المحلية فإن ضحكنا فالضحكة ضحكتنا والممثلون منا وفينا، وإن بكينا فالدمع دمعنا والعيون عيوننا والقناة قناتنا والكوادر كوادرنا.