في كل مرة ألتقي فيها بسمو أمير منطقة القصيم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز.. أدرك تماماً كم أن هذا الأمير من إنسان.. وحسبك بها من كلمة تجمع معانٍ عظيمة.. إنسان.. يشعر بحاجة جميع الناس له كرجل تولى إمارة منطقة القصيم فكان ملاذاً بعد الله لكل صاحب حاجة أو حق ضائع. إنسان.. يعيش هموم منطقته التنموية والإدارية والاقتصادية والأمنية لتكون همه الأول صباح مساء.. ما إن تكلمه أو تجلس معه إلا ويشاركك بهذه الهموم جميعاً التي يعيشها.. إنسان.. يتخلى عن المرافقة الإعلامية، والحماية الأمنية ليتجول في منطقته ليلاً كعين ساهرة تراقب المشاريع ومدى جودتها وسرعة إنجازها.. فإذا ما تحدث عنها كان الخبير بها المطلع على مشكلاتها. أدرك مديرو دوائر المنطقة وأعضاء المجالس والمواطنين ذلك فأصبحوا جميعاً شاءوا أم أبوا عوناً له لتحقيق أحلامه، وتنفيذ طموحاته.. فأصبحت منطقة القصيم بهذا الشكل الذي نفخر ونفاخر بإنجازاتها التي فاقت كثيراً من المناطق عبر سنين مسيرته ولا أستطيع في هذه العجالة أن أحيط بها فضلا عن أن أتحدث عن شيء منها.. إنه الأمير الإنسان.. لا يجد غضاضة أن يقول في مجلس (إنه ما وضع في هذا المكان ووثق به ولاة الأمر إلا لخدمة المواطنين ولكنا خدم لهم ومن لا يستطيع خدمتهم فليس أهلاً لثقة من ولاّه). إنسان.. يحمل هم المرأة وهموم المجتمع والأسرة التي أصبحت هاجسه ويحثنا نحن الدعاة والخطباء وكذلك المشايخ والقضاة على الانتباه لهذه المشكلات والتركيز عليها في المواعظ والخطب والدروس والمحاضرات ومن خلال الجمعيات ومحاولة وضع الحلول تلك القضايا.. إنسان.. يناديك ليوجّه لك النصيحة برفق إن أخطأت، وينبهك إن غفلت أو استعجلت!! حتى لو اختلفت معه وصارحته بذلك أمامه لم تجد عنده إلا كل أريحية للأخذ والعطاء. إنسان.. رأيته يبكي مرة حينما عزّى أحد أطفال شهداء الواجب في منزلهم فرق لحال ابنتهم الصغيرة. إنسان.. يشعرك بأهمية النظام الموضوع ولوائحه التي يعلم هو قبل غيره أن في تطبيقها كل الصلاح وفي تركها أو إهمالها وتجاوزها الفساد فكان النظام ديدنه.. ما إن تتكلم معه في أمرٍ حكومي ما إلا ويخبرك ما النظام فيدعو إلى تطبيقه.. إنه الأمير الإنسان.. الذي إن تحدثت عنده أنصت بانتباه عجيب.. وإن اتصلت عليه لأمر ملح كان بالإجابة جدير.. وإن بحثت في ثقافته وجدت المنبع الكبير.. إن مرضت زارك، وإن أصبت بمصيبة واساك وإن جئته حاملاً هم مشكلةٍ في مدينتك فإذا به قد أحاط بها علماً ودرسها وأعد الحلول المناسبة لها وهذا ما حصل معنا منذ أيام.. وإن لجأت إليه في أمر أرقك لا تعدم عنده حلا.. ثم يخبرك بعد كل ذلك وفي غير ما مناسبة أن هذا واجب عليه وليس تفضلاً منه.. ألسنا محظوظين فعلاً في منطقتنا.. إذاً بهذا الأمير الإنسان..؟!! إذا كان من يقرأ ذلك يعتبره تزلفاً ومدحاً فهو لا يعرفني حقاً، ولا يعرف لهذا الرجل قدره أو لم يتعامل معه وإلا لعرف أن المدح في وجهه أو مجلسه هو لا يحبُّه بل يدعو الشعراء للتوقف عن مديحه في مجلسه.. وأحب ما عليه في مجلس أن يُطرح موضوع مهم للنقاش ليستفيد منه الحاضرون ولنخرج من خلاله نحن وإياه بالتصور المفيد لخدمة هذه المنطقة. قد تقتصر الألقاب أيها الفيصل.. لكن حسبي وحسبك أن تعلم أن ما من صاحب حاجة وذي حق جاءك مظلوماً إلا وسارعت بنصرته وأحسسته باهتمامك.. فأسأل الله جل وعلا أن يجزيك خير الجزاء وأن يزيدك من الخير والتوفيق ويحسن لك النية.. وأن يعظم لك الأجر.. لا نكافيك إلا بالدعاء.. ولا نرجو من الله إلا الإجابة والتوفيق والإنابة. - إمام وخطيب جامع السلام بمحافظة عنيزة [email protected]