في البداية لابد من تعريف الكارثة وهي الحدث المفاجئ الذي يغير التركيبة الاجتماعية بشكل واضح لتهديد وجود الفرد والمجتمع لذلك هناك حاجة ماسة للصحة النفسية ولها دور مهم جدا في إعادة الشخص المتأثر للتأقلم مع هذه الظروف وتمكينهم بعد قدرة الله على الشفاء من الأعراض التي تنتابهم بعد حدوث الكارثة. إن من أكثر الأعراض والاضطرابات شيوعا عند البالغين بعد الكارثة (اضطرابات التكيف، اضطرابات القلق العام، اضطرابات النوم، انتكاسة الحالات النفسية، الاضطرابات التحويلية، الإضرابات النفسية لسوء استخدام الكحول والمؤثرات العقلية، الأمراض النفسية نتيجة الجفاف و سوء التغذية وإصابات الرأس). أما بالنسبة للاضطرابات النفسية لدى الأطفال بعد الكارثة (التبول اللا إرادي،رفض المدرسة،القلق،الفزع الليلي،الكابوس،العنف). بالنسبة لدور الطبيب النفسي فهو يقوم بتشخص وعلاج الاضطرابات النفسية نتيجة الصدمة وتقديم الاستشارة لزملائه في الفريق ووضع الخطط اللازمة والمناسبة وكيفية التعامل معها والعمل على تثقيف المجتمع بالقيام بالمحاضرات والاستشارات. مع العلم بأنه ليس هناك علاج دوائي يخص معالجة الحالة بعد الصدمة بشكل عام ولكن يتم فرز الحالات حسب حالة المستهدف كلا حسب حالته وشكواه المرضية وبعد ذلك يعطى العلاج الدوائي المناسب لحالته ومن الطرق المعمول بها عالميا لإعادة وضع المتأثر هي مايلي: شرح المراحل النفسية لكل حالة حسب الطريقة العلاجية. العلاج النفسي الجماعي،الانفرادي،العائلي حسب الحاجة والدعم النفسي والاجتماعي. العلاج الدوائي المناسب. إن اكثر الحالات التي تظهر بعد حدوث الكارثة هي (الهلع النفسي،القلق العام،اضطرابات النوم،اضطرابات التكيف، اضطرابات التوتر الحاد). ومن أكثر الأعراض التي تظهر على الشخص المصاب بالكرب ما بعد الكارثة الآتي: فاقد للشعور ولا يمكنه التكيف والتعايش مع الأحداث من حوله. دايم التفكير بالكارثة وخوفه من حدوثها مرة أخرى. شعور بالقلق الدائم وعدم الأمان وكأنه ينتظر حدوث الموقف مرة أخرى. دائما يتجنب الأماكن التي تذكره في الموقف. بالنسبة لمدة ظهور الأعراض فهي تختلف من شخص لآخر وبحالات عدة منها من يصابون فور وقوع الكارثة وهي ما يسمى بالصدمة أو الانهيار العصبي المباشر وهذه الحالة تستغرق فترة شهر وعادة تختفي الأعراض. أما إذا استمرت الأعراض لفترة تتراوح من شهر إلى ثلاثة أشهر فيعتبر اضطراب ما بعد الصدمة الحاد. بالنسبة للحالة الأخيرة وهي من تتأخر لديهم ظهور الأعراض لفترة تصل لست أشهر وهو ما يسمى باضطراب مابعد الصدمة متأخر الحدوث قد تستمر فترة علاجهم لفترة طويلة. بالنسبة للوالدين وطريقة تثقيفهم لأبنائهم تعتمد بالدرجة الأولى على مستوى ثقافة الوالدين ومن هذا المنبر أقول إن تثقيف المجتمع بأكمله مطلب أساسي لمثل هذه الظروف بحيث يكون المواطن قادرا على التعامل مع هذه الظروف بالشكل العلمي الذي يساعده على التعامل معها. بالنسبة لمدة بقاء الأعراض فطبعا تختلف من شخص لآخر كل على حسب قابليته لمثل هذه الأعراض ولكن أستطيع التأكيد على أن من يعرض حالته مبكرا ستكون استجابته للخطة العلاجية أسرع وبالنسبة لمن يتأخر بعرض حالته فإن فترة علاجه تمتد لشهور وأعوام وهناك بعض الحالات تصبح كمرض مزمن ولكن في حدود ضيقة وأغلبها هي تلك التي لم يتم معالجته بشكل سري. أخصائية نفسية