كم هي صعبة على الإنسان أن يمسك قلمه ليخط سيرة من قضوا نحبهم في ميادين الشرف والبطولة والفداء، في معارك الشرف والبطولة والتضحية، في معارك صد العدوان عن الأرض الفلسطينية المغتصبة، ولكن من باب الوفاء لهؤلاء الشهداء كان لزاماً أن نكتب ولو الشيء القليل كي نحاول إعطاءهم بعضاً من حقوقهم علينا. فطيلة العقود السياسية المتعاقبة من تاريخنا القديم والحديث على الأقل، والشهداء يمثلوننا كفلسطينيين وعرب ويأخذون عن كاهلنا العبء الأكبر والدور الأبرز في مقاومة العدوان والاحتلال، فهم بشهادة التاريخ منبع الثورة والثوار والمقاومة، ذلك ما يدفعنا لنعترف كشعب وأمة أنهم يقودوننا دائماً في أدق المنعطفات، وأكثرها تاريخية وأهمية نحو النصر المحتوم القادم من سواعدهم، ومن أفواه بنادقهم ومن خفقان راياتهم المشرعة دوماً لتعانق ذروة المجد على الدوام، لأنهم هم الحسم الخالد المتجدد في مسيرتنا التحررية، وهم وسام البطولة والإرادة الحرة والإبداع الثوري بعينه. هكذا كان الموكب وما زال... طويلاً جداً. وقافلة الشهداء تسير دون توقف..... وينضم إليها يومياً كوكبة جديدة على طريق ذات الشوكة.... يمضون أطفالاً ورجالاً ونساء.... يرفعون الرايات المعطرة بدمائهم الزكية الطاهرة.. ويرسمون معالم الطريق.... طريق انتصار الدم على السيف والحديد... ويعبرون إلى جوار ربهم وقد أدوا الأمانة دفاعاً عن أمة تستباح أرضها.. ومقدساتها.. ومساجدها.. أعراضها.. أرواح أبنائها.. كرامتها.. يتجرؤون على إسلامها.. على نبيها.. على قرآنها.... مضوا كل منهم مشروع شهادة ينتظر إحدى الحسنيين وليستشهد كل على الطريقة الذي اختارها... الطفل الرضيع في حضن أمه.... والطفلة التلميذة على درجها المدرسي، والعجوز عند زيتونتها، والمقاتل المجاهد في ميدان المعركة. في الذكرى الثانية لاغتيال القائد والمعلم والرمز المجاهد «أسد حماس» سعيد صيام «أبومصعب» صدر حديثاً في المملكة العربية السعودية للكاتب والصحفي الفلسطيني عادل أبوهاشم الجزء الرابع من كتاب «الرصاصة والظلام» الذي يتناول فيه الاغتيالات الإسرائيلية للقيادات والكوادر الفلسطينية خلال عقود الصراع العربي -الإسرائيلي. الكتاب الذي جاء في (548) صفحة استعرض فيه المؤلف سير ومواقف وقصص اغتيال عشرات من قادة الشعب الفلسطيني ومناضليه باختلاف انتماءاتهم الفصائلية.