لو البكا في ميت ما يفيده كنا معه بالأمس واليوم ننعاه ونعزي الأجواد في ذا الجريدة جريدة للشعب منوه ومشهاه وبساحة التسويق كل يريده عسى الفقيد بجنة الخلد مثواه وعساه في قبره بحال سعيدة في رحمة المعبود ربه ومولاه يلطف ويرحم واحد من عبيده هذه الأبيات وصف مختصر لمشاعر الأسى التي غالبتني وأنا أسمع نبأ وفاة أحد زملائي قديماً في العمل صالح الناصر الجهني - أبو يوسف رحمه الله- الذي غيَّبه الموت هادم اللذات ومفرِّق الجماعات بعد معاناة مع المرض أخفاها لسنوات طويلة بعزيمته وصبره واحتسابه، وكان دائماً يبدو فرحاً مسروراً وكأن شيئاً في هذه الدنيا لا يستحق أن يغيِّر عليه مزاجه الرائق دائماً وقهقهته المألوفة والمقبولة، رحمه الله رحمة واسعة وعفا عنه وسامحه وسامح منه وهوّن مصيبته على أهله وأبنائه وجيرانه في المنزل والمسجد ومعارفه الكثيرين وزملائه في العمل وأنا منهم وعوَّض أسرته الكريمة - أسرة الجهني عنه خيراً كأحد أبرز رجالاتها- ونوصي الجميع بالصبر والاحتساب فهذه حال الدنيا تجمع وتفرِّق الأقارب والأصحاب والخلاِّن والجيران ولو كان البقاء والخلود لأحد لكان رسول الله حياً مخلداً، وهنيئاً لمن كان له سيرة مجتمعية حسنة مثل أبي يوسف تكسبه محبة الناس له في حياته وحزنهم وترحمهم عليه في مماته، وقد تجلّى هذا الوفاء للفقيد من أبناء الرس في ذلك الحشد الكبير ممن شهدوا الصلاة عليه واتباع جنازته والتوافد على أبنائه وذويه لعزائهم. نسأل الله أن يثيب الجميع ويكتب ذلك في ميزان حسناتهم وأن لا يري الجميع أي مكروه في عزيز عليهم. محمد الحزاب الغفيلي - الرس