في يوم الثلاثاء الموافق الخامس من شهر رجب من عام 1432ه. انتابتني مشاعر الأسى والحزن التي غالبتني وأنا أسمع نبأ وفاة أحد أعز أصدقائي قديماً الذي غيبه الموت هادم اللذات ومفرق الجماعات إثر مرض لم يمهله طويلاً رحمه الله وعفا عنه. إلى جنة الخلج يا أبا راشد فقد فقدنا أخانا (تركي بن راشد المغير) رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ونعم الصديق والرفيق والأخ لقد مرت سنوات سويا ولم نعرف عنه إلا الصدق والابتسامة التي يعرفها كل من يعرف أبا راشد من الأصدقاء وذويه ومحبيه فكل من رأيت يثني عليه ويدعو له فهو حقاً يستحق ذلك وسوف يجده عند ربه. لقد رحل عن الدار الفانية فذرفت الدموع وتوجع الأهل والأقارب والأولاد والأصدقاء وأنا منهم وكل من يعرفه أو تعامل معه أو قابله وكان رحمة الله عليه إنسانا طيب القلب وإنسانيته تنتمي في تصرفاته وتعامله مع الآخرين وكان ذو أخلاق عالية وهذه نعمة من الله وفضل منه. رحم الله أبا راشد رحمة واسعة وعفا عنه وسامحه وسامح منه وهون مصيبته على أهله وإخوانه وأبنائه وزوجته أم راشد أعانها الله وعظم أجرها على تحمل تربية أولادها بعد فقدان والدهم. ولزملائه في العمل ومعارفه الكثيرين فعزاؤنا لهم جميعاً. ونوصي الجميع بالصبر والاحتساب فهذي هي حال الدنيا تجمع وتفرق الأقارب والأحباب والخلان والجيران ولو كان البقاء والخلود لأحد لكان الرسول عليه الصلاة والسلام، وهنيئاً لمن كان له سيرة طيبة وحسنة مثل (أبي راشد) تُكسبه محبة الناس في حياته وحزنهم عليه في مماته وقد تجلى هذا العرفان من أبناء عنيزة في ذلك الحشد الكبير ممن حضروا وشهدوا الصلاة واتباع جنازته والتوافد على إخوته وذويه لعزائهم، نسأل الله أن يثبت الجميع ويكتب ذلك في ميزان حسناته وأن لا يرى الجميع مكروها في عزيز عليهم. سليمان بن حمد السديري - عنيزه