حذر سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء من الكسب الحرام الذي لا يعود على المرء بالخير والبركة. وشدد سماحة المفتي في خطبة الجمعة التي ألقاها في جامع الإمام تركي بن عبدالله وسط مدينة الرياض على أن لا ينخدع المسلم من سهولة الحصول على الحرام في الوقوع فيه، مشيراً إلى أن الرشوة وغسل الأموال والربا من المكاسب المحرمة التي حذر منها الإسلام. وأكد سماحته على إبراء الذمة من إي شيء اكتسبه الإنسان من غير وجهه الصحيح، لافتاً أن من استولى على مال عام أو خاص من غير حق عليه أن يعيد هذا المال إلى صاحبه، إن كان من مال الدولة أن يعيده إليها، إذ إن الطريق إلى ذلك مفتوح وإن كان مالاً خاصاً لأقارب أو أهل وحصل عليه بغير حق أن يعيده إلى صاحبه ليقابل الإنسان ربه وهو متبرئ من أي شيء حرام حصل عليه بغير حق, كما أن من أنكر حقوق غيره وحصل عليها عليه أن يعترف بها ويردها إلى أصحابها، وأن يتدارك الأمر قبل وفاته، ومن أخطأ أو قصر في حق غيره أن يتوب ويرجع ويعالج التقصير الذي وقع فيه، ويسأل الله أن يشرح صدره إلى قول الحق وكسب الحلال ورد مصالح العباد إلى أهلها. وأشار المفتي العام إن من أسباب هداية الله للإنسان الاهتمام بقراءة القرآن وحفظه وتلاوته والتعبد به، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو صمام الأمن والأمان ومصدر الخيرية للأمة, مشيراً أن كل مسلم يرى منكراً أن يعمل على إصلاحه وفق مسؤولياته وضوابطه سواء كان على مستوى الأسرة أو الأهل أو الأقارب أو الجيران، ويوجه إلى عقوبة فاعله من الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة، وكذلك من أسباب الهداية البر بالوالدين وصلة الأرحام، والإنفاق على الزوجة وأهل البيت، وحسن الأخلاق ولين الجانب والبعد عن الأخلاق السيئة، والمحافظة على الصلوات الخمس والاهتمام بها، وأداؤها في المسجد في جماعة وفي وقتها ويتقرب بذلك إلى الله، وكذلك البحث عن الحق والالتزام به والبعد عن الهوى، فمن عرف الحق التزم به وبعد عن الشر، وطبق شرع الله والتزم منهج الرسول واتبع سيرته والتزم بما ورد في سنته، والبعد عن العجب والكبر والتعالي والغل والحسد، وأن يكون قلب المسلم نقياً متصلاً بالله، ولا يفرح بالهموم التي تلحق بالمسلمين، ولا يفرح للأحزان التي تلم بهم لأن هذه أخلاق الفاسدين ومن لا خلاق لهم الذين يفرحون بإصابة المسلمين بالهم والحزن، وكذلك من أسباب الهداية حب القرآن والبعد عن جلساء السوء والفتن ومن يفعلون الشر، إلا إذا كان لإصلاحهم وهدايتهم، وكذلك على المسلم أن يبعد عن أصحاب البدع والخرافات والضلالات، وأن يكون قلب المسلم معلقاً بالله موحداً إياه سائراً على سنة الله، بعيداً عن أصحاب الضلال.