هناك وقفت كعادتها تراقب السفن على شاطئ النيل، وقفت تتأملها آتية وذاهبة تارة، وللطيور تارة، وللبحر تارة أخرى، يداعبها ذلك الهواء العليل المصحوب بزخات الماء فيحرك شعرها الطويل الأسود لتبدو وكأنها عروس بحر ذات جمال آخاذ تسحر العيون، وفجأة!! تنبهت على صوت صديقتها ريماس وهي تناديها: - جنا..، جنا..، ما بالك إلى أين شردت؟!! لقد كانت تتأمل لوحة تشكيلية إبداعية لم ترسمها يد بشر، اندمجت بكل كيانها مع تلك اللوحة التي سحرتها. ظلت جنا تحكي لصديقتها ريماس عن جمال اللوحة، وألوانها وحركاتها وسكناتها.في تلك الليلة لم تنم جنا، ماذا حدث؟؟! ساءلت نفسها، فتلك اللوحة أبت إلا أن تسكن مخيلتها، وتتملك جميع أحاسيسها ومشاعرها، إبداع، عمق، فن، هدوء، واقع، كلها كلمات كانت تسبح في ذهنها،علقت الصور كشريط يلف أمامها وهي تتأمله حتى غطت في نوم عميق. * طالبة - ثانوية الجيل الأهلية