متابعة وحوار - وسيلة محمود الحلبي: بحضور ما يقارب عشرة آلاف أسرة فلسطينية وعربية وأجنبية وبحضور العديد من ممثلي السفارات في الرياض، أحيت سفارة دولة فلسطين الذكرى الخامسة والثلاثين ليوم الأرض والذي يعود الاحتفال به إلى 30 مارس آذار عام 1976م، حيث أوضح سفير دولة فلسطين جمال الشوبكي للجزيرة: أن الأرض هي جوهر الصراع منذ وعد بلفور إلى عام 1948م وحتى الآن ونحن ندافع عن أرضنا الفلسطينية والصهاينة يسرقونها عن طريق هدم المنازل وترحيل الفلسطينين وبناء المستعمرات ويوم الأرض يعود إلى عام 1976 نتيجة الظلم الكبير الذي وقع على فلسطيني الداخل، حيث قام الفلسطينيون «أبناء البلاد» في الأراضي التي تم احتلالها في 1948 بمواجهة السلطات الإسرائيلية التي مارست ضدهم شتى أنواع القمع والإرهاب، وحرمتهم من أي حق للتعبير. وعملت على انتزاع القدر الأكبر من الأراضي بكل الطرق، بما في ذلك هدم قرى بأكملها، تاركة الفلسطينيين في العراء دون مأوى. وكان يوم الأرض هو أول عملية احتجاج يقوم بها الفلسطينيون في أراضي 1948، في مواجهة السلطات المسلحة بالآليات والبنادق وقنابل الغاز. وهكذا أصبح يوم الأرض تعبيرًا عن المقاومة والتمسك بهوية الأرض العربية، في كل الأراضي الفلسطينية، فالثابت بالأرقام أن نسبة الأراضي التي حصل عليها الصهاينة بالشراء كانت ضئيلة للغاية، ويعتبر يوم الأرض حدثًا مهمًا في تاريخ فلسطينيي الداخل فللمرّة الأولى منذ النّكبة تنتفض هذه الجماهير ضدّ قرارات السّلطة الإسرائيليّة المجحفة وتحاول إلغاءها بواسطة النّضال الشعبي مستمدّين القوّة من وحدتهم، ويقوم الفلسطينيون (أينما كانوا) بإحياء ذكرى يوم الأرض ويعتبرونه رمزًا من رموز الصمود الفلسطيني. وقد شكلت الأرض ولا زالت مركز الصراع ولب قضية وجودنا ومستقبلنا، فبقاؤنا وتطورنا منوط بالحفاظ على أرضنا والتواصل معها، فقضية الأرض هي أكثر القضايا التي تمتزج فيها الأبعاد المدنية والوطنية، فلا يمكن الحديث عنها مدنيًا وتغييب أبعادها الوطنية، وفي نفس الوقت لا يمكن الحديث عنها وطنيًا وتغييب أبعادها المدنية. واليوم نقول للأجيال التي ولدت بالخارج فلسطين أرضكم وأنتم أبناؤها، فتمسكوا بها حتى آخر يوم في حياتكم. كما قالت حرم السفير الفلسطيني رانيا الشوبكي للجزيرة: هذه المناسبة جاءت إحياءً ليوم الأرض الفلسطينية، وما هذه الجموع الغفيرة من الفلسطينين الذين أتوا اليوم للسفارة إلا تعبيرًا عن حبهم لأرضهم وتمسكهم بها وفي الذكرى الخامسة والثلاثين أردنا أن نقيم يومًا مفتوحًا من الصباح للمساء ليتسنى للجميع الحضور، وحرصنا أن تكون فعالياتنا على قدر المسئولية، فأقمنا أركانًا تحتوي على التراث الشعبي الفلسطيني والملابس الفلسطينية لكل مناطق فلسطين، والمشغولات اليدوية والتحف والفسيفساء والإكسسوارات الفلسطينية المتمازجة بين القديم والحديث واللوحات الفلسطينية لإثبات الهوية وليتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد، والمأكولات الفلسطينية والحلويات الفلسطينية وأعمال الخزف والشالات الفلسطينية واللوحات التي تحمل شعار فلسطين وعلمها الغالي أيضاً كما شاركت معنا حرم السفير الأيرلندي والتي تدعم الفلسطينيين في كل مكان حيث اشتمل ركنها على العطورات والكتب التي ألفتها خصيصًا عن فلسطين، ونحن اليوم نذكر الجيل الجديد بأرضه وتراثه لتبقى في ذاكرته إلى الأبد. من جهتها قالت حرم السفير الأيرلندي السيدة ف ليستي هثكوت، أنا أحب الشعب الفلسطيني وأحمل همه على كتفي فقد مكثت في فلسطين أربع سنوات، وكنت أدافع عنه هناك بكل الطرق الممكنة وقد تبنيت المشاركة في كل الأنشطة التي تقام لدعم قضية فلسطين وأنا اليوم هنا لهذا الغرض، صنعت عطرًا خاصًا باسم ابنتي سمران وريعه هنا لدعم القضية الفلسطينية، وهاذان كتابان ألفتهما عن فلسطين وريعهما يعود أيضا للقضية الفلسطينية، (كتاب مكان استراحة للقمر، وكتاب الرجل بدون أسرار) وهو مسرحية عن فلسطين باللغة الإنجليزية، تحيا فلسطين حرة عربية. أما السيد يحيى إبراهيم العاجز فنان فلسطيني قام هو وزوجته السيدة أم أيمن بعمل لوحات تحمل خارطة فلسطين من الرخام الصناعي والريزين بهدف توثيق تاريخ فلسطين. كما شاركت مي عيسى بمجموعة من الأثواب الفلسطينية والمشغولات اليدوية ومها المشعل بمجموعة من الأثواب الفلسطينية صنعتها من الحطة الفلسطينية المميزة، وعبير سليمان شاركت بأعمال من الفسيفساء والخزف كلها أعمال عن فلسطين وجهات كثيرة شاركت من الرياض لدعم هذا اليوم المهم جدًا للفلسطينيين. كما كان للدبكة الفلسطينية دور كبير في هذا اليوم، حيث قدمت عدة فقرات من الدبكة وكذلك تم تقديم فقرة فلكلورية سعودية إيمانًا بالدور الكبير الذي تقوم به المملكة العربية السعودية حكومةً وشعباً لدعم القضية الفلسطينية في كل المحافل الدولية. وكان هناك مشاركة من قصيدة يوم الأرض للشاعر محمود درويش تم توزيعها ضمن البورشور الخاص بهذه المناسبة.