المكرم المشرف على صفحتي مدارات شعبية، وتراث الجزيرة المحترم لقد اطلعت على مقال في احدى صفحاتكم الموقرة لقارئ كريم حول قصيدة الشاعر العلم سليمان بن شريم وما جرى لها من تحريف وتشوه من قبل المدعو الشاكي واطلعت أيضاً على ردكم حول هذا الموضوع. أحب هنا أن أشير إلى انتهاك جديد وتطاول مقيت على نفس هذه القصيدة الشهيرة وهو ما سمعته شخصياً في شريط جديد يدعى فرقى ويوزع في احد التسجيلات على نطاق واسع، الغريب في الأمر انه محفوظ الحقوق وهنا أتساءل لماذا تحفظ حقوق من لا يحفظ حقوق الآخرين؟، وخصوصاً ان شاعرنا الكبير قد انتقل إلى رحمة ربه منذ ما يقارب من نصف قرن، القائمون على هذا العمل الضعيف اجزم انهم لا يفهمون ابسط ابجديات الشعر، تكسير في الأوزان، تشويه للمفردات، تحريف للمعاني، وأخطاء أكثر من أن تحسب في هذه العجالة. إن حفظ الشعر وتدوينه شيء جميل ومطلوب لأنه جزء من التراث ولأنه أحد الشواهد التاريخية الحاضرة بقوة، وبخاصة القديم منه لأن الجديد أخذ حقه ولا يزال من الانتشار والشهرة، ولكن الشيء غير المطلوب هو التجارة البحتة في هذا التراث واغفال الجوانب الأخرى والأكثر أهمية، ان اخذ الأجر مقابل جهد ما أمر لا عيب فيه ولكن يجب اتقان هذا الشيء، وبحكم أن الحديث هنا عن شعرنا الشعبي فيجب على من أراد جمعه وترتيبه سواء في دواوين مسموعة أو مقروءة مراعاة أشياء كثيرة منها: أخذ الشعر من مصادره الموثوقة، وفي حالة تضارب الروايات أخد الرواية الأقرب. لا يكفي قراءة الشعر من ورقة شفهياً بل يجب سماعه من أحد المهتمين. يجب التثبت وتحري الدقة وأخذ الأمر مأخذ الجدية. في الشعر القديم مفردات كثيرة جداً تخفى على الكثير من الناس، فيجب في هذه الحالة السؤال عنها وسماعها من منهم أعلم في هذا المجال. الخطأ في جملة ما لا يماثل بالضرورة الخطأ في بيت من الشعر، لأن الخطأ في أحد أبيات الشعر قد يقلب معنى أو يشوه صورة بالكامل. الخطأ في الشريط المسجل صوتياً أكثر تأثيراً من الخطأ الكتابي لأسباب كثيرة منها: * تعودنا كثيراً على وجود الأخطاء المطبعية بكثرة ووجود التصويب لها في نهاية الكتاب الذي احتواها، بحيث اننا عند مصادفة أي خطأ مطبعي لا نستغرب هذا ولا يحدث هناك شك. * بحكم اننا في عصر السرعة كما قيل فإنني أتوقع ان قابلية السماع أكثر من قابلية القراءة في الشعر. * عندما يحدث خطأ في الكلمة المسجلة صوتياً فإنه يتوقع رسوخها في ذهن المتلقي أكثر من الكلمة المغلوطة كتابياً. * هناك الكثير ممن يحب الشعر وسماعه ولكن لا توجد عنده الخبرة الكافية في غربلة ما يلج إلى اذنيه من قصائد. * أخيراً: من أراد قصيدة سليمان بن شريم الصحيحة أو الأقرب للصحة فإنها موجودة في جل الكتب الشعبية ومن بينها ديوانه المعنون بديوان سليمان بن شريم جمع وتحقيق بندر الدوخي . سليمان راشد الغفيلي