كانت فرحتنا لا توصف وأخبار شفائك خادم الحرمين الشريفين تصل إلى مسامعنا،ثم ازدادت الفرحة حين وطئت قدماك الكريمتان أرض الوطن بين أبنائك وإخوانك وأنت سالم معافى حفظك الله،والفرحة الثالثة زفت إلينا عند إعلان تشرفنا برؤية وجهك المشرق من خلال الشاشة التلفازية، هذه الرؤية التي كنا ننتظرها منذ قدومك، فشعبك عطشان، ورؤياك ترويهم، وفعلاً ارتوينا وسعدنا، وفرحتنا كانت غامرة، ونحن نستمع إلى كلمات أبوية نابعة من القلب الطيب لتدخل قلوب شعبك الذين أحبوك بإخلاص،إنها كلمات عفوية صادقة داعبت مشاعرنا واخترقت القلوب،كيف لا؟ ونحن ننتظر هذا اللقاء وهذه الإطلالة بعد عبارتك المشهورة (دامكم بخير،أنا بخير) تناسيت وقتها آلامك ومتاعبك من أجل أن تبعد القلق والخوف عن شعبك الوفي، من أجل أن تسافر ونحن مطمئنون، كم أنت عظيم ياسيدي تفكر في أدق الأمور حتى لا ينشغل عليك أبناؤك وأنت في الخارج، ولكن الحمدلله دعواتنا ونيتك الطيبة الصافية ومحبة الله «إذا أحب الله عبداً أنزل محبته في قلوب خلقه) ورحمته بنا وبك ياسيدي أن منَّ الله عليك بالصحة والعافية والسلامة الدائمة بإذن الله. سيدي نحن شعبك الوفي يسعدنا ما يسعدكم ويحزننا مايحزنكم،وإن كان فينا فئة ضلت أوحادت عن طريق الحق فلابد أن يحين الوقت الذي يدركون أنهم على خطأ، ولكن مايطمئن أن شعبك الوفي حولك يفديك بالروح وهو معك قلباَ وقالباً، حتى وإن عصفت العواصف وهبت الرياح ازددنا قوة وصموداً في وجهها، فنحن أقل من أجدادنا الذين لطمت العواصف وجوههم وحجبت الرياح الرؤية عن أعينهم واتسخت ثيابهم بالرمال ومخلفات الحرب،ومع ذلك أصروا وثابروا وصبروا وهم خلف الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود حتى حقق النصر ودخل الرياض ووحد أرجاء البلاد وهم خلفه مكبرين مهللين، ألسنا نحن الأحفاد فالأصل الثابت فروعه ثابتة، ونحن ثابتون حولك وخلفك ونشد أيدينا حول يديك الكريمتين بالولاء والسمع والطاعة. فيكفينا أننا شعب يعيش في أمن وأمان لا حدود له، وولاة أمرنا يحكمون الشريعة الاسلامية، وهذه من أهم مطالب أي شعب في العالم، ولكن كرمكم سيدي تجاوز الحدود ففي الأوامر الملكية الأولى التي اتسمت بالحكمة وبعد النظر وركزت على الفقراء والمحتاجين والمساجين من أبناء هذا الوطن، وهذا ليس بغريب على ملك الإنسانية،والأوامر الملكية الثانية اتسمت بالشمول والكرم الفائض واللفتة العظيمة من قبل ملك نهجه الكتاب والسنة، وجسدت ذلك من خلال دعمكم لجمعيات تحفيظ القرآن وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاهتمام بآداب التعامل مع علماء الدين في البلاد، فقد وضعت حدودا لمن يتطاول على الدين وعلمائه. أما الهيئة التي أثلجت صدورنا وطالما انتظرناها فهي الهيئة الوطنية لمحاربة الفساد لكي يستأصل الفساد من جذوره ولا نترك المجال لضعاف النفوس لإلقاء اللوم تجاه أي خطأ أو تقصير في أي مجال على حكومتنا الرشيدة، فهذه الهيئة ستجعل الرؤية تتضح أمام المواطنين عند الكشف عن مصادر الفساد ممن تجردوا من حمل الأمانة ومن الخوف من الله،وبذلك ستكون هذه الهيئة رادعاً لأمثال هؤلاء مما يقضي على بؤر الفساد ويريح أبناء الوطن. سيدي لو أردت تعداد الأوامر الملكية للمسنا نظراتكم الثاقبة والحكمة والبصيرة وبعد النظر في كل أمر من الأوامر فقد التفتم إلى غلاء الأاسعار والمستوى المعيشي والباحثين عن عمل والصحة والإسكان والضمان الاجتماعي وموظفي الدولة والمتقاعدين وطلاب الجامعات حتى طلاب المدارس اكتملت فرحتهم بيوم الإجازة -و-و-الخ ماذا نعد ونحصي التفاتة شاملة ونظرة فاحصة- فليحفظك الله لنا ملكا- وليديم عزك لهذا الوطن- فأنت سيدي تاج على رؤوسنا نفخر به أمام العالم. والله شاهد على ما أقول لا نفاق ولا رياء. فشكراً لك يا والدنا على كل ما قلت وقدمت. وإن كنا لاننتظر عطاء بقدر ما ننتظر طلتك البهية وكلماتك الأبوية المؤثرة (يعلم الله أنكم في قلبي أحملكم دائماً) وأنت سيدي في قلوب شعبك معهم أينما كانوا،واختتمت كلمتك بأمانة حملتنا إياها (لاتنسوني من دعائكم) ونحن على قدر الأمانة فأيدينا ترتفع للمولى سبحانه والألسن تلهج بالدعاء لكم ياوالدنا بأن يجعل العافية لباسك،والمغفرة سترك،والسعادة طريقك والتوفيق رفيقك، وحب الله ورضاه عنك في الدنيا والآخرة جزاءك، وبارك الله في عمرك وسخر لكم البطانة الصالحة - اللهم ادرأ به الفتنة وأيده بسلطانك، واحفظه لنا..آمين. د. فاطمة السلمي