في تاريخ الأمم وفقات تسترجع فيها ذاكرتها، وتؤكد خلالها سماتها ومواصفاتها، وكثيرة هي المواقف التي يعرفها التاريخ للشعب السعودي الوفي التي ترتسم فيها صفحات من الوفاء، وتتأكد فيها سمات التلاحم الوطني، والتماسك والود والعطاء، وتتزايد الصور الوطنية على مرِّ التاريخ، وتشتد زهواً وفخراً بذلك التلاحم الفريد بين المواطن وقيادته على مرِّ العصور حتى توجها قول المليك المفدى وفعله متمثلا في الكلمة النابعة من القلب التي وجهها خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله إلى شعبه الكريم الوفي، فقد فاضت بحبه لأبنائه وبناته أبناء المملكة، وسجل فيها بصدقه المعهود، وصراحته المعروفة حُبه وتقديره لشعبه أبناء وطنه فقال: (أنا فخور بكم، والمفردات تعجز عن وصفكم) فلامس يحفظه الله صميم مشاعرنا، وصافي أحاسيسنا نحن أبناء الوطن الذين نحفظ له كل الحب والود والتقدير ونحفظ لوطننا كل مشاعر الانتماء والولاء، الذي تترجمه أفعالنا تمسكاً بقيادته، وبمبادئه ونهجه، ذلك النهج الإسلامي القويم الذي في ظله قام هذا البناء، وامتد صرحه وعلا بُنيانه، فوقف شامخاً بقيادته في مواجهة أهواء العابثين، وصدَّ بقوة وحزم أباطيل الحاقدين، فكان أبناء الوطن -وبحق- صمام الأمان لوحدة هذا الوطن، وسداً منيعاً يواجه المرضى من دعاة الفتنة، والمأجورين ممن يعملون في دهاليز الظلام. إن هذا الشعب الكريم الوفي الذي يفخر به قائده ولا يجد من المفردات ما تصفه هو شعب تربى على حب الوطن والإخلاص لولاة أمره الذين يبادلونه حباً بحب وإخلاصاً بتفانٍ وإخلاص وعطاء، إنه شعب يُقدر للوحدة واللحمة الوطنية قيمتها في مكانة الأمم ونهضتها، ويُدرك بحسِّه دائما مكامن القوة فيها، ويعرف ويميز دواعي الفرقة والفوضى فينبذها ويمقت دعاتها، فقد شارك الملك المؤسس يرحمه الله عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في بناء هذا الصرح، وتمسك بدعائم بنيانه، وعضَّ بالنواجذ على مبادئه، وارتفع البنيان واشتد حتى أصبحت المملكة العربية السعودية عَلماً يُشار له بالبنان في ميادين النهضة والرفعة والتقدم، وصار لها مكانتها في عالم اليوم، وكلمتها المسموعة ذات القدر في المحافل الدولية، وها هو خادم الحرمين الشريفين وإخوانه الكرام يحفظهم الله يبنون لها أمجاداً تلو أمجاد، ويجعلون همهم المواطن بمشكلاته وطموحاته وقضاياه، وها هو المليك يحفظه الله يجعل المواطن في بؤبؤ العين ويؤكد أنهم في قلبه يستمد منهم العون والعزم والقوة بعد الله سبحانه، وهو محقٌ في ذلك كل الحق، فأبناء الشعب بمختلف مواقع عملهم وبمختلف أعمارهم يعرفون له يحفظه الله قدره ويؤكدون فخرهم واعتزازهم بقيادته يلتفون حوله بقلوبهم، ومشاعرهم وعقولهم، ويعلقون عليه يحفظه الله طموحاتهم في المزيد من تحقيق الآمال لرفعة شأن المملكة بين الأمم، إنهم فخورون بقيادته، معتزون به أيما اعتزاز، ولذلك فقد صفعوا -كما قال يحفظه الله- صفعوا الباطل بالحق، والخيانة بالولاء، وكانوا جميعاً يداً واحدة يوم تطلَّع أعداء الوطن للفرقة، وصاروا على قلب رجل واحد يؤكد أن هذا الوطن الذي يرفع أبناؤه دائماً كلمة الحق هم أبناء أمة لا خوف عليها. إنَّ هذا الوطن وأبناءه سيظل فخوراً بكم، معتزاً بقيادتكم الراشدة الرشيدة التي تأخذ بالوطن نحو العزة والكرامة، والمزيد من التنمية والتقدم، فقد قرنت يا خادم الحرمين قولكم السديد بفعلكم الحميد، بما يفتح مجالات أرحب للمواطنين ليظل كل منهم داعياً لكم بالخير، فها هي أبواب الخير تترى ودروبه تتفتح - على يديكم حفظكم الله- فقد كانت أوامركم الكريمة الحافلة بالخير، المليئة بالعطاء فاتحة بصفحات جديدة مشرقة لأبناء هذا الوطن، فقد تطرقت لمختلف مجالات الحياة تُحسِّن وتطور وتُنمي، وأدخلت البِشر والسرور على قلوب المواطنين ورسمت أمامهم آمالاً جديدة وضعتم أسسها على أرض الواقع في هذا الوطن المعطاء، وهذا هو عهدنا بكم يا خادم الحرمين. إن عهد أبنائكم بكم يزداد وثوقاً كل يوم، فقد عهدناك ساهراً على راحتنا، حريصاً على سعادتنا ساعياً لكل ما فيه خير الوطن ورفعة شأن المواطن. فسنظل لكم أوفياء، وبكم أشد فخراً واعتزازاً ونتطلع إلى الخالق سبحانه أن يحفظك ذخراً لهذا الوطن، وأن يُسدد على طريق الخير خطاكم لتزداد بكم ومعكم خيراً وعزة وسعداً وكرامة. وكيل الوزارة بوزارة الثقافة والإعلام - سابقاً