تتنوع الاضطرابات الجنسية والعلاقات الزوجية لدى الذكور من جوانب عدة، وموضوع اليوم يتمحور حول القدرة على قذف السائل المنوي. تُعَدُّ مشكلات القذف عند الذكور شائعة، وتزداد مع تقدم العمر، ومعظم الحالات يتم تشخيصها متأخراً بسبب الخجل أو قلة الوعي الصحي لدى المرضى. وقد أظهرت الدراسات الحديثة أن حوالي 30% من الرجال لديهم سرعة قذف، وحوالي 50% من الرجال في عمر الستين يعانون مع تضخم البروستاتا من انعدام أو قلة في السائل المقذوف. ويوضح الدكتور وائل عبدالله أخصائي المسالك البولية وأمراض الذكورة والعقم بمركز ذرية الطبي أن مشكلات القذف متعددة، وتُعد سرعة القذف من إحدى هذه المشكلات، ويقدم لنا الدكتور وائل عبدالله لمحة مختصرة عن كيفية حدوث القذف من الناحية الفيسيولوجية. تمر رحلة القذف بمرحلتين، الأولى تسمى تدفق emission، حيث تنتقل الحيوانات المنوية المخزنة بالبربخ عبر القنوات الناقلة للنطف إلى منطقة الإحليل البروستاتا، حيث تمتزج بمفرزات الحويصلات المنوية والبروستاتا. أما المرحلة الثانية فتسمي expulsion، حيث يحدث ارتخاء في عنق المثانة وتحدث تقلصات عضلية تدفع السائل المنوي إلى الخروج عبر الإحليل، ويجب التأكيد أن هنالك آليات عصبية عديدة توجد في مرحلة القذف. أهم مشكلات القذف وكيف يتم تشخيصها وعلاجها: - القذف السريع وهو الأكثر شيوعاً لمشكلات القذف. - تأخر القذف أو عدم حدوثه: وهي من الحالات النادرة التي تحدث بين 3-8 من الرجال الذين يراجعون عيادات الذكورة، وهذه الحالة تعني فشل الحصول على الرغبة الجنسية والقذف بعد فترة من الإثارة الجنسية. وتختلف هذه الحالة حسب شدتها، فالبعض لا يحدث لديهم قذف حتى بممارسة العادة الذاتية، والبعض الآخر يحدث فيها قذف ضعيف بعد الإيلاج ولكن بفترة أطول من المعتاد. وهنالك حالات عابرة ومؤقتة، كأن نطلب من المريض أن يعطي عينة لتحليل سائل منوي لكن لا يستطيع. والأسباب في هذه الحالات قد تكون أولية أو ثانوية لحدوث قذف عن طريق العادة الذاتية وليس باكتمال العلاقة الزوجية، أما بوجود مشكلات في العلاقات الزوجية أو أخذ بعض الأدوية المضادة للاكتئاب، كذلك في حالات الإدمان على المخدرات والكحول والأدوية المنومة.وفي تشخيص هذه الحالات لابد من أخذ تاريخ طبي وجنسي مفصل للمريض لتحديد العلاج المناسب، ومن أفضل الطرق للمعالجة العلاج السلوكي الجنسي ويمكن صرف بعض الأدوية. انعدام القذف: في هذه الحالة يشعر المريض بالرغبة الجنسية لكن لا يخرج سائل منوي بعد حصول الذروة الجنسية، ويجب أن نفرق بين هذه الحالة وحالات انعدام الرغبة الجنسية أو القذف الراجع. أهم الأسباب التي تؤدي إلى هذه الحالات: - إصابات في النخاع الشوكي. - داء السكري ومرض التصلب العصبي (للويحي العديد multiple sclerosis). كذلك يوجد بعض الأدوية للعلاج النفسي وعلاج أمراض البروستاتا أو التهابات المسالك البولية بالإضافة إلى أسباب أخرى عديدة. وقد يمكن علاج مثل هذه الحالات عن طريق استخدام بعض الأدوية التي تقوي الجهاز العصبي، ويمكن اللجوء إلى جراحة المناظير البولية في الحالات التي يكون فيها السبب انسداداً بالقنوات الدافقة التي تصب في البروستاتا. - القذف الراجع: في هذه الحالات تحدث الذروة الجنسية ولكن لا يخرج سائل منوي بعد الشعور بالقذف، ويتم تمييز هذه الحالة عن انعدام القذف بتحري وجود النطاف بالبول بعد القذف، فوجود الحيوانات المنوية بعينة البول المأخوذة بعد القذف مباشرة يؤكد التشخيص. سبب القذف الراجع فيسيولوجياً هو عدم حدوث انغلاق كاف في عنق المثانة أثناء القذف فيدخل السائل المنوي إلى المثانة عوضاً عن أن يخرج مع الإحليل، وفي بعض الحالات قد تخرج كمية قليلة جداً من السائل المنوي ولكن الكمية الكبرى تدخل إلى المثانة. أهم أسباب القذف الراجع مرض داء السكري (حوالي 32% من الذكور المصابين بالسكري يحدث لديهم قذف راجع)، ومرض التصلب العصبي، وكذلك رضوض العمود الفقري، حيث يحدث إصابة للأعصاب المغذية لعنق المثانة. هنالك أسباب دوائية للقذف الراجع مثل الأشخاص الذين يتناولون مضادات الاكتئاب والأدوية النفسية، وأيضاً الأدوية التي تستخدم في علاج تضخم البروستاتا. أما عن علاج حالات القذف الراجع، فهنالك بعض الأدوية التي قد تكون مفيدة عن طريق تحريض إفراز المادة المنشطة أدرنالين في النهايات العصبية لعنق المثانة. وفي حالة الفشل في العلاج ووجود رغبة في الإنجاب يجب اللجوء إلى طرق الحمل المساعدة الحديثة