لم يكن الشارع الرياضي ينتظر أو يتوقع ولو مجرد توقع أن يتحول البرنامج الجماهيري الشهير (مساء الرياضية) الذي تبثه القناة الرياضية السعودية مساء كل جمعة بمشاركة عدد من الوجوه الإعلامية من كتّاب ونقاد وصحافيين.. لم يكن أحد ينتظر أن يتحول إلى مساء لتمرير بعض المعلومات المغلوطة بقصد كانت أو بحسن نية أو بضعف معلوماتي وهو الأقرب. ففي حلقة أمس الأول الجمعة ومن ضمن حديثه في المحور الأول الذي تعلق بمشاركة الفرق السعودية الأربعة (الهلال والاتحاد والشباب والنصر) في دوري أبطال آسيا وما قدمته في الجولة الأولى ذكر الزميل عبد العزيز الدغيثر ما نصه : (إن إدارة منتخب الشباب فتحت على نفسها بابا يصعب إغلاقه بسماحها لحارس مرمى الهلال عبد الله السديري بالمشاركة مع فريقه في مباراته أمام سابهان الإيراني على الرغم من أن المنتخب يقيم معسكرا في دبي).. ويبدو أنه - الدغيثر - لم يكلف نفسه بمتابعة أخبار المنتخب، فقد فات عليه أن بعثة الأخضر الشاب لم تغادر أساسا إلى دبي إلا عصر يوم المباراة ولم يكن هناك في مساء اليوم نفسه أي تمرين، ثم إن هذا المعسكر معسكر اعتيادي ضمن برنامج الإعداد لنهائيات كأس العالم التي ستقام في شهر (رمضان المبارك) المقبل أي بعد اكثر من 5 اشهر من الآن، والهلال اضطر للاستئذان من إدارة المنتخب لتأخير التحاق اللاعب بالمعسكر ساعات مع ضمان إلحاقه بالبعثة في أول رحلة لدبي بعد المباراة لأنه هو من سيحمي المرمى الأزرق في هذه المباراة الرسمية الآسيوية المهمة في ظل إصابة حسن العتيبي وخالد شراحيلي، بل لم يذكر الدغيثر أن لاعب النصر عبد العزيز العازمي كان قد تم السماح له من قبل إدارة المنتخب بالمغادرة مع فريق النصر الأول إلى اوزبكستان على الرغم من انه لم يسبق له المشاركة ولو بديلا في مباريات مضت قبل أن يقوم أحد ضيوف البرنامج من الزملاء الإعلاميين بتنبيهه إلى أن العازمي كان ضمن بعثة النصر التي لعبت في طشقند، وان الطائرة التي عادت بالفريق من هناك حولت مسارها إلى دبي لإنزال اللاعب حتى ينضم لمعسكر الأخضر. كما انه فات على الزميل الدغيثر من فرط حماسه وبحثه عن إثارة قضية من لاشيء أن المسؤولين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب ممثلة في اتحاد الكرة وعلى رأسهم سمو الأمير نواف بن فيصل رجل الرياضة الأول كان قد وعد بالوقوف مع جميع الأندية التي تمثل المملكة خارجيا وتذليل كل العقبات والصعاب التي التي تواجهها. الزميل عبد العزيز الدغيثر لم يكتف بهذا بل عرج إلى موضوع آخر وحاول بطريقته الخاصة ترسيخ مقولة إن الهلال صاحب (حظ تعيس) عندما يلعب في استاد الملك فهد الدولي وطالب إدارته بالسعي لنقل مباريات الفريق إلى استاد الأمير فيصل بن فهد لفك النحس كما قال، متناسياً أن 75% من بطولات الزرقاء تحققت في درة الملاعب، وان المسألة كلها لا تعدو كونها توفيق من الله - عز وجل - سواء فاز الفريق أو خسر. يعلم الله انني لم اكتب هذه السطور من أجل تصيد الأخطاء أو محاولة التقليل من شأن قناتنا الذهبية أو من برامجها، بل على العكس من ذلك فأنا معجب كثيراً بهذه القناة وبالقائمين عليها وعلى رأسهم سمو الأمير تركي بن سلطان بن عبد العزيز وأحرص كثيرا على متابعة ما تبثه من برامج خصوصاً تلك التي يظهر فيها زميلنا عبد العزيز الدغيثر بخفة ظله وآرائه الجريئة, لكنني ومعي كثيرون نخشى كثيراً أن يتحول هذا البرنامج بالذات إلى مساء (للتضليل).