حذّرت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة من «وضع إنساني طارئ» فيما فر آلاف الأجانب من ليبيا خلال نهاية الأسبوع في حركة نزوح كثيفة براً وجواً وبحراً هرباً من أعمال العنف في هذا البلد. وأعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن «حوالي 100 ألف شخص» معظمهم من العمال المصريين والتونسيين فروا من ليبيا خلال الأسبوع الماضي، فيما لا يزال العديدون عالقين على الحدود التونسية الليبية بعدما أخلى عناصر الجمارك الليبية مراكزهم الحدودية بين ليبيا وتونس. وأعلن انطونيو غوتيريس المفوض الأعلى للاجئين «ندعو الأسرة الدولية للتجاوب بسرعة وسخاء لتمكين هذه الحكومات من التعامل مع هذا الوضع الإنساني الطارئ». ووصلت عبارتان ليل الأحد إلى مالطا في البحر المتوسط تحملان حوالي 300 شخص بينهم سفيرا مالطا والبرتغال في ليبيا. وكانت سفينة تحمل 1800 عامل آسيوي معظمهم من تايلاند وفيتنام والفيليبين والصين وباكستان مع عدد من المصريين والمغربيين، وصلت ظهر الأحد إلى مالطا التي باتت وجهة رئيسية في المساعي المحمومة لإجلاء الأجانب من ليبيا لكونها أقرب دول الاتحاد الأوروبي إلى هذا البلد الذي تبعد عنه 350 كلم شمالاً. من جانب آخر قال متطوع متخصص في مجال الصحة العامة أمس الاثنين إن شرق ليبيا الذي يسيطر عليه المحتجون المناهضون للزعيم الليبي معمر القذافي سيشهد نقصاً حاداً في الغذاء والمستلزمات الطبية في غضون ثلاثة أسابيع. ويقول سكان بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية إن الاضطرابات تعوق الواردات والإمدادات المحلية من الغذاء الطازج والإنتاج المحلي وإن عدداً كبيراً من المتاجر والمصانع ما زال مغلقاً منذ سقوط المدينة في أيدي المحتجين قبل أسبوع. وقال خليفة الفيتوري المتطوع المتخصص في مجال الصحة العامة والصيدلة «سنعاني من نقص شديد في الغذاء والماء والأدوية والأدوات الطبية في غضون أسبوعين أو ثلاثة على أقصى تقدير. نحتاج مساعدة خارجية.»