أغلق معبر شامان على الحدود الجنوبية الغربية لباكستان أمس الثلاثاء في حين رفضت إسلام أباد الاذعان لمطالب الأممالمتحدة وتمسكت بسياستها بمنع دخول الأعداد المتزايدة من الأفغان الساعين للجوء إليها. وتزايدت تدفقات اللاجئين الأفغان على شامان في إقليم بلوخستان بدرجة كبيرة خلال الاسبوع الماضي مع فرار السكان من الهجمات العسكرية التي تقودها الولاياتالمتحدة على حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان و أسامة بن لادن.وتقول باكستان التي تستضيف بالفعل أكثر من مليوني أفغاني فروا من بلادهم منذ عام 1978 إنه لا يمكنها استيعاب المزيد وهو موقف يتعارض مع رغبات الأممالمتحدة في إقامة مخيمات لاجئين جديدة يمكن وصول المعونات الطارئة إليها. وقال الرئيس الباكستاني برويز مشرف لشبكة «سي.ان.ان» الاخبارية الامريكية «هذا مصدر قلق كبير بالنسبة لنا، مئات الألوف من اللاجئين يريدون عبور الحدود الى باكستان ومعضلتنا هي إننا نستضيف بالفعل نحو مليوني ونصف مليون لاجئ هنا في باكستان». وأضاف «باكستان لا يمكنها حقيقة استقبال أكثر من هذا العدد الكبير». وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة قد طلبت من إسلام أباد فتح حدودها أمام اللاجئين الفقراء الفارين من الهجمات التي تقودها الولاياتالمتحدة او من اسوأ جفاف تشهده البلاد منذ 30 عاما. لكن المشهد في شامان يتسم بالفوضى ويتدافع ألوف الأفغان على الحدود مطالبين بالدخول. وفتح حرس الحدود من الجانبين النار في الايام القليلة الماضية في محاولة للسيطرة على الحشود. وفي مواجهة الاضطرابات المتزايدة توصلت باكستان وطالبان الى اتفاق يوم الاثنين على أن يبقى طالبو اللجوء داخل أفغانستان وبعيدا عن معبر الحدود. وقال أحد مسؤولي حرس الحدود في باكستان «نعم وافق وزير من طالبان على إقامة مخيمات للاجئين الأفغان في المناطق الحدودية داخل باكستان».ويقول شهود إنه منذ مطلع الاسبوع سمح لألوف من الأفغان بالدخول الى باكستان او دخلوها عن طريق تقديم الرشا او تسللوا عبر فتحات في سياج الحدود.ورغم إصرار إسلام أباد على عدم السماح بدخول المزيد من اللاجئين فإنها تسمح للنساء والاطفال والمسنين والمرضى بالدخول ويواصل المسؤولون مساعدة المفوضية في إيجاد مواقع ملائمة لاقامة مخيمات جديدة. وأبلغ اريك فولت المتحدث باسم الأممالمتحدة مؤتمرا صحفيا يوم الاثنين أن باكستان قالت إن 11 موقعا لمخيمات جديدة في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي وستة مواقع في بلوخستان ستكون جاهزة قبل نهاية هذا الشهر. ويقدر أن نحو50 ألف لاجئ دخلوا باكستان منذ هجمات 11 سبتمبر ايلول على الولاياتالمتحدة والمزيد يتدفقون على البلاد متسللين في الأغلب عبر ثغرات في الحدود الممتدة 2500 كيلومتر بين البلدين. لكن معبر شامان وهو طريق تجاري كبير بين البلدين يظل مفتوحا للأعمال العادية ويمكن للتجار والمهربين وحاملي الوثائق السارية عبوره. وأبلغ مسؤول أمني حدودي باكستاني رويترز بالتليفون «الحدود مغلقة الآن... لكننا سنفتحها للمرور لكن لن نفتحها أمام اللاجئين». وأغلب المتدافعين على شامان من سكان مدينة قندهار الجنوبية والمنطقة المحيطة بها والتي تعرضت لأعنف قصف امريكي منذ بدء الهجمات في السابع من اكتوبر تشرين الاول الجاري.وقال حسن فردوس من مكتب الأممالمتحدة لتنسيق المساعدات الانسانية «هناك تدفقات مستمرة من قندهار والمدينة أصبحت شبه خالية... أي أفغاني يريد اللجوء يجب أن يسمح له» بدخول باكستان. وبدأت باكستان كذلك في ترحيل المتسللين بالقوة الى بلادهم خلال الاسبوعين الماضيين. وقال مسؤول من حرس الحدود في شامان «نحو ألف أفغاني تم ترحيلهم الى بلادهم يوم الاثنين».